الإﻋﺘﺮاض: ﺗﻨﺒﺄ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أنه ﺳﻴﻌﻴﺶ أكثر من ثماﻧين سنة، حيث كتب: “ﻓﺒـﺸﺮنا ربنا ﺑﺜﻤـﺎﻧين سنة من اﻟﻌﻤﺮ أو هو أكثر عددا.” وأنتم تقولون أنه عاش خمسًا وﺳﺒﻌين ونصف اﻟﻌﺎم.
الرد :
لقد أوﺣﻰ الله تعالى إلى الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني الوﺣﻲ اﻟﺘﺎلي: “ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ حوﻻ أو قرﻳﺒﺎ من ذلك”.
ثم ﺗﻠﻘـــﻰ إلهاما ﻧـــﺼﻔﻪ باللغة العربية وهو: “أﻃـــﺎل الله ﺑقاءك”. وﻧـــﺼﻔﻪ الآخر باﻷردية، وﺗﻌﺮﻳﺒـــﻪ: “ثماﻧين عاما، أو أكثر من ذلك بخمس أو أرﺑـــﻊ ﺳـــﻨﻮات أو أقل منه بخمس أو أرﺑـــﻊ ﺳـــﻨﻮات”. (المصدر: كتاب حقيقة الوﺣﻲ)
لقد وضح حضرته هذا بنفسه في كتابه ” البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية“ ما ﺗﻌﺮﻳﺒـﻪ: ” ليس في وعد الله تعالى أن ﻋﻤﺮي ﺳﻴﺘﺠﺎوز اﻟﺜﻤﺎﻧين حتمًا. بل الله تعالى أﻋﻄـﻰ أﻣـﻼً ﺧﻔﻴـﺎ في وﺣﻴـﻪ هذا بأن اﻟﻌﻤـﺮ يمكن أن ﻳــﺰداد حتى اﻟﺜﻤــﺎﻧين لو شاء الله ذلك. أما الكلمات الظاﻫﺮة للوحي والمعبرة عن الوعد الإلهي فهي تحدد اﻟﻌﻤﺮ ما بين 74 إلى 86 عاما”. (المصدر : كتاب البراهين الأحمدية على حقية كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية ، الجزء 5)
وﻃﺒﻘًﺎ لهذه النبوءة ﺗـﻮفي الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن ﻋﻤـﺮ يناﻫﺰ خمـﺴًﺎ وﺳـﺒﻌين عاما ونصف.
أما باللغة العربية فقد ﺗﻠﻘــﻰ إلهامات عديدة تشير إلى أن ﻋﻤــﺮﻩ ﺳﻴــﺼﻞ قرﻳﺒــﺎ من اﻟﺜﻤــﺎﻧين، ومنها: “ثماﻧين حوﻻ أو قرﻳﺒﺎ من ذلك، أو ﺗﺰيد عليه ﺳـﻨﻴنا، وترى ﻧـﺴﻼ ﺑﻌﻴـﺪا” (المصدر: كتاب اﻷربعين، رﻗـﻢ3 ، وملحق كتاب التحفة اﻟﻐﻮﻟﺮوية)
وكذلك “ثماﻧين حوﻻ أو قرﻳﺒـﺎ من ذلك، أو نزيد عليه ﺳـﻨﻴنا” المصدر: كتاب اﻷربعين، رﻗـﻢ 2 ، وكذلك “ﻟﻨﺤﻴﻴﻨﻚ حياة ﻃﻴﺒﺔ، ثماﻧين حوﻻ أو قرﻳﺒﺎ من ذلك، وترى ﻧﺴﻼ ﺑﻌﻴﺪا” (المصدر: كتاب اﻷربعين، رﻗـﻢ3 )
طريق اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﻟﻠﻮصول إلى تحديد ﻋﻤﺮ أي إنسان ﻻ بد من معرفة أمرﻳﻦ اﺛﻨين هما: -1 تارﻳﺦ ﻣﻴﻼدﻩ. -2 تارﻳﺦ وفاته.
إن تارﻳﺦ وفاة حضرته ﻣﻌﺮوف وهو 24 ربيع اﻟﺜﺎني 1326ﻫــ المواﻓـﻖ ﻟــ 26-5-1908م .
أما تارﻳﺦ ﻣـــﻴﻼدﻩ فلم يكن ﻣﻌﻠﻮما، ولم يكن ﻣـــﺴﺠﻼ في أي ﻣﻜـــﺎن، وذلك ﻷن عادة ﺗـــﺴﺠﻴﻞ اﻷسماء في اﻟــﺴﺠﻼت الحكومية لم تكن قد بدأت بعد في تلك المناﻃﻖ. كما لم يذكر حضرته بنفسه في كتبه تاريخًا ﻣﻌﻴﻨًﺎ لوﻻدته. لم يكن الناس في زمنه ﻳﻬﺘﻤﻮن ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻣـﻴﻼدهم وﻻ يتذكرونه، بل كانوا يذكرونه ﻣﻘﺮونا باﻷحداث الهامة التي ﺣــﺼﻠﺖ في ذلك الزمن، ﻓﻌﻠــﻰ سبيل المثال كان أحدهم يقول: ولدتُ في اﻟﻔــترة التي ﺗﻔــﺸﻰ فيها الطاعون في ﻣﻨﻄﻘــﺔ كذا، أو عندما حدث زلزال في ﻣﻜﺎن كذا، أو عند اﻧﺪﻻع ﺣﺮب كذا، وما إلى ذلك. ولهذا اﻟـﺴﺒﺐ نجـﺪ في كتب الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عدة أﻗــﻮال عن تارﻳﺦ وﻻدته. ولما كان كل ذلك ﻣﺒﻨﻴــﺎ على مجرد اﻟﺘﺨﻤــين، لذلك نجد فيه اﺧﺘﻼفًا. يقول لإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بهذا الصدد ما ﺗﻌﺮﻳﺒـﻪ: “إن ﻋﻤـﺮي الحقيقي ﻳﻌﻠﻤـﻪ الله تعالى وحدﻩ، أما ما أﻋﺮﻓﻪ فهو أﻧـني اﻵن – في سنة 1323 الهجرية- أقارب اﻟـﺴﺒﻌين من اﻟﻌﻤـﺮ، والله أﻋﻠﻢ باﻟﺼﻮاب”. (المصدر: ملحق الجزء 5 من كتاب البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية) لقد اﺗــﻀﺢ مما ﺗقدم أن تارﻳﺦ ﻣــﻴﻼد حضرته لم يكن ﻣــﺴﺠﻼ وﻻ ﻣــﺬكورا بالتحديد في أي ﻣﻜﺎن. وإذا تحرينا في اﻷمر أكثر وجدنا عدة قراﺋﻦ ذكرها حضرته في بعض كتبه أو أمام ﺻـﺤﺎﺑﺘﻪ (الذين ﻛﺘﺒﻮا كل ذلك وﻧُـﺸﺮ فيما بعد باسم “الملفوظات” في عشرة مجلدات) مما ﻳـﺴﺎعد الباﺣـﺚ في تحديد يوم ﻣﻴﻼدﻩ ﺑﺸﻜﻞ صحيح. وبيان ذلك كاﻟﺘﺎلي:
1- يقول الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ما ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ:
“لقد وُلد هذا العبد المتواﺿــﺢ يوم الجمعة في الرابع عشر من اﻟــﺸﻬﺮ القمري”. (المصدر: كتاب التحفة الغوﻟﺮوية، الحاشية)
2- ورد في رواية أحد ﺻـﺤﺎبة الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أنه قال: لقد وُلدتُ في شهر (فاﻏﻦ) اسم
ﻟـــﺸﻬﺮ من ﺷـــﻬﻮر التقويم اﻟﺒﻜﺮﻣـــﻲ المعروف في اﻟقارة الهندية وﻳقارب في اﻟـــﺴﻨﺔ االميلادية ﻓبراير، وفي اليوم الرابع عشر ﻟﻠــﺸﻬﺮ القمري، وكان الوقت هو الهزﻳــﻊ اﻷخير من اﻟﻠﻴــﻞ.
ﻧــﺴﺘﺨﻠﺺ مما ﺳــﺒﻖ أن هناك ثلاثة أمور ﻻ بد من اجتماﻋﻬــﺎ لتحديد يوم ﻣــﻴﻼد الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني:
1- يوم الجمعة.
2- الرابع عشر في أحد اﻟﺸﻬﻮر القمرية.
3- شهر (فاﻏﻦ) من التقويم اﻟﺒﻜﺮﻣﻲ الهندي (وﻳقاﺑﻠﻪ ﻓبراير من اﻟﺴﻨﺔ االميلادية.)
ﺗﻌﺎلوا معنا ﻧﺴﺘﻌﺮض التقويم الهجري والميلادي واﻟﺒﻜﺮﻣﻲ ﻟﻌﺪة ﺳﻨﻮات حتى ﻧﺼﻞ إلى اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ.

ﻳﺘــﻀﺢ ﺟﻠﻴــﺎ من خلال هذا الجــﺪول أن اﻷمور اﻟﺜﻼﺛــﺔ المذكورة، ما اﺟﺘﻤﻌــﺖ إﻻ مرﺗين ﻓﺤــﺴﺐ. وهما:
الأولى: 17 ﻓبراير1832م، والثانية: 13 ﻓبراير 1835م المواﻓـــﻖ ﻟــــ 14 شوال 1250ﻫـ.
ويبدو أن تاريخ ﻓبراير 1835م المواﻓـــﻖ ﻟــــ 14 شوال 1250ﻫـ هو الصواب وذلك بناء على ما ورد في بعض كتابات الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ، ومنها ما ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ: “لقد تشرﻓﺖ بالمكالمة والمخاطبة الإلهية في1290ﻫـ باﻟﻀﺒﻂ”. (المصدر: كتاب حقيقة الوﺣﻲ)
أي أن الوﺣﻲ بدأ ينزل على الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في اﻟﺴﻨﺔ 1290ﻫـ. وباﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﺮﻩ لما بدأ ينزل عليه الوﺣﻲ، يقول ما ﺗﻌﺮﻳﺒـــﻪ: “ولما ﺑﻠـــﻎ ﻋﻤـــﺮي اﻷربعين عاﻣًـــﺎ، شرفني الله تعالى بإلهامه وكلامه”. (المصدر: كتاب ترياق اﻟﻘﻠﻮب)
ثم يقول في ﻣﻜــﺎن آخر في ﺑﻴــﺖ ﺷــﻌﺮ له باﻷردية: “كان ﻋﻤــﺮي أربعين عاما إذ تشرﻓﺖ بالوﺣﻲ الإلهي”. (المصدر: كتاب البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية، ج5)
فإذا كان ﻋﻤﺮ حضرته 40عاﻣًﺎ – في اﻟﺴﻨﺔ التي ﺗﺸﺮّف فيها بالوﺣﻲ الإلهي- سنة 1290 الهجرية، فهذا يعني أنه ولد في سنة 1250ﻫـ. وﻻ يجتمع يوم الجمعة، واليوم الرابع عشر من اﻟﺸﻬﺮ القمري، وشهر فاﻏﻦ من التقويم اﻟﺒﻜﺮﻣﻲ، إﻻ في 14 شوال 1250ﻫـ.
وهكذا؛ فقد ثبت ﻗﻄﻌًﺎ- بناء على ما أﺳﻠﻔنا- أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد ولد في 14 شوال 1250 ﻫـ المواﻓﻖ ﻟـ 13 ﻓبراير 1835م، وﺗﻮفي في 24 ربيع اﻟﺜﺎني 1326 ﻫــ المواﻓﻖ ﻟـ 26 مايو 1908م.
وإذا ﻃﺮﺣنا سنة ﻣــﻴﻼدﻩ من سنة وفاته تحددت ﻣــﺪة ﻋﻤــﺮﻩ وذلك كاﻟﺘــﺎلي: 1326 – 1250 = 76 عاما ﻫﺠﺮية. وإذا اﻟﺘﺰمنا بالدقة أكثر وعددنا اﻟــﺸﻬﻮر واﻷيام أيضًا ﻓﻴﻜــﻮن ﻋﻤــﺮﻩ 75 عاما ﻫﺠﺮية وستة أشهر وعشرة أيام. وهذا ﻳﻮاﻓﻖ تماما لما ورد في النبوءة. ولكن المعارضين المغرضين يقدمون بعض كتابات الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني التي أﺧــبر فيها عن ﻋﻤــﺮﻩ باﻟﺘﺨﻤين، ويخفون عباراته اﻷخرى ﻛﺘﻤﺎنًا ﻟﻠﺤـﻖ وتحقيقًا لمـﺂربهم اﻟـﺴﻴﺌﺔ. لذا ﻧقدم فيما يلي بعض كتابات الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني التي ﺗﺒين أنه عاش ﻋﻤﺮًا ﻳتراوح بين 74 و76 عاما.
1. كتب حضرته في كتابه “حقيقة الوﺣﻲ” – وهو يتحدث عن اﻟﻘـﺴﻴﺲ اﻷمرﻳﻜـﻲ اﻟــﺸﻬير “أﻟﻜﺴﻨﺪر دوﺋﻲ” الذي ﻫﻠﻚ بعد أن دﺧﻞ في المباهلة مع الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “لقد نشرتُ ضد “دوﺋـــــﻲ” إﻋﻼنًا باللغة اﻹنجليزية في 23 – 8- 1903م ، تضمَّن جملة: أﺑﻠــﻎ من اﻟﻌﻤــﺮ قرابة ﺳــﺒﻌين عاما، أما “دوﺋــﻲ” فهو شاب في الخمسين كما يقول. ولكنني لم أﻛــترث ﺑﻜـبر ﺳـني، ﻷن اﻷمر لن يحــﺴَﻢ في هذه المباهلة بحكم اﻷعمار، وإنما يحكم فيها الله الذي هو أﺣﻜﻢ الحاكمين”. (حقيقة الوﺣﻲ، الخزائن الروحانية؛ ج22، ص 506 الحاشية) .فإن كان ﻋﻤﺮ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قرابة اﻟﺴﺒﻌين في 23 – 8- 1903م فهذا يعني أن عمره حين توفي عام 1908م كان قرابة 75 عاما بحسب التقويم الميلادي و 77 عام بحسب التقويم الهجري.
2. قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “أَرُوني أين صار آتهم 1 ؟ لقد كان ﻋﻤـﺮﻩ ﻳقارب ﻋﻤـﺮي أي 64 عاﻣًــﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒــﺎ. فإذا كنتم في رﻳــﺐ من ذلك ﻓﺘﺄكدوﻩ من خلال أوراق ﺗقاعدﻩ في الدواﺋﺮ الرسمية”. (المصدر: كتاب إﻋﺠﺎز أحمدي) . وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أيضا : “كان ﺳــﻦ آتهم مثل ﺳــني أنا ﺗﻘﺮيبًا”. (المصدر: كتاب عاقبة آتهم، الحاشية)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أيضا : “لقد مات عبد الله آتهم بمدينة ﻓــيروز بور في 27-7-1896م.” (المصدر: كتاب عاقبة آتهم)
يتبين مما سبق أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان يبلغ 64 عاما في سنة 1896م، وبالتالي فإن عمره حين توفاه الله عام 1908م كان 76 عام
يقول البعض إن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عندما كتب أن آتهم كان في مثل ﺳـﻨﻪ فإنما أﺧـبر عن ﺳـﻨﻪ لدى تأليفه كتاب “إﻋﺠﺎز أحمدي”، و ليس أنه كان في مثل ﺳـﻦّ آتهم لما كان آتهم حيًّا.. أي أنه ﻳقدم مقارنة بين ﻋﻤﺮﻩ الحالي وبين ﻋﻤﺮ عبد الله آتهم عندما كان حيًّا. والجواب إن هذا القول ﺧﻄﺄ، وﺳﺮعان ما ﻳﺰول لدى قراءة العبارة اﻟﺘﺎلية مما كتبه الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني مخاﻃﺒًﺎ آتهم في حياته قائلا: “إذا كان ﻋﻤﺮك 64 أو 68 عاما… فإنني أيضًا أقارب اﻟﺴﺘين”. (إعلان ﺑﺘﺎرﻳﺦ 27-10-1894م).أي أن ﻋﻤﺮ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان حوالي ﺳـﺘين عاما في 1894م، وبتالتالي فإن عمره حين توفي عام 1908م كان 74 عام بحسب التقويم الميلادي، و76 عاما بحسب التقويم الهجري.
ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﻌﺎرﺿﻴﻦ
1- قال المولوي ﺛناء الله اﻷمرﺗـــﺴﺮي، وهو أﻟـــﺪّ أعداء الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :”لقد قال الميرزا (أي الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني) أنه ﺳــﻴﻤﻮت عن ﻋﻤــﺮ يناﻫﺰ اﻟﺜﻤــﺎﻧين. وأرى أنه اﻵن قد اﻧﺘﻬﻰ إلى هذا الحد”. (المصدر: ﺟﺮيدة “أهل الحديث” عدد 3-5-1907م)
والمعلوم أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد ﺗﻮفي بعد هذا ﺑﺴﻨﺔ واحدة ﻓﺤﺴﺐ.
2- جاء في الجريدة ﻧﻔــــﺴﻬﺎ: “إن الميرزا ﻋُﻤّــــﺮ، بحسب قوله، 75 عاما”. (المصدر: جريدة أهل الحديث، عدد 31-7-1908م، ص3 عمود 2)
3- ثم جاء في مجلته “مرﻗّﻊ قادياني” عدد ﻓبراير 1908 ص12: “ﻳﺴﺠﻞ الميرزا في ﻛﺘﻴﺐ “إﻋﺠﺎز أحمدي” عن عبد الله آتهم المـﺴﻴﺤﻲ: كانت ﺳِـﻨّﻪ بمثل ﺳِـّني أنا؛ أي حوالي 64 عاما. وﻳﺘــﻀﺢ من هذه العبارة أن ﻋﻤــﺮ الميرزا عند وفاة عبد الله آتهم كان 64 عاما. وﺗﻌــﺎلوا اﻵن نحقق في اﻷمر، ﻟﻨﻌــﺮف متى ﻫﻠــﻚ آتهم؟ وﺷــﻜﺮًا لله أن تارﻳﺦ وفاة آتهم هو الآخر ﻣــﺬكور في كتابات الميرزا، حيث ﻳﻜﺘــﺐ الميرزا في كتابه “عاقبة آتهم” ص1 ما يلي: “مات عبد الله آتهم بمدينة ﻓيروز بور في 3 (هكذا!)-7-1896م فتبين من هذه العبارة أن ﻋﻤـﺮ الميرزا في سنة 1896 كان قرابة 64 عاﻣًـــﺎ. ﺗﻌـــﺎلوا اﻵن ﻟﻨـــﺮى كم سنة ﻣـــﻀﺖ من عام 1896م إلى 1908م؟ فهي وﻓـــﻖ ﺣـــﺴﺎبنا نحن – إن لم يخطئنا في ذلك أحد أتباع الميرزا- 11 عاﻣًـــﺎ. فإذا أﺿـــﻔنا 11 إلى 64 ﻓﻴـــﺼير المجمـــﻮع 75 عاما. ﻓﺜﺒـــﺖ أن ﻋﻤـــﺮ الميرزا في الوقت الحالي هو 75 عاﻣًﺎ.”
ﻓﺜﺒـــﺖ من خلال اﻟﺘﺤﻘﻴـــﻖ الذي نشرﻩ أحد ألد أعداء الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في ﻓبراير 1908م أن ﻋﻤــﺮ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في ذلك الوقت كان 75 عاما. وﺗــﻮفي حضرته بعد هذا اﻟﻜﻼم ﺑﺜﻼﺛﺔ أشهر فقط. مما يدل على أن ﻋﻤﺮﻩ كان أكثر من 75 عاما، وﻻ يمكن أن يكون أقل من ذلك.
4- ورد في “ﺗﻔــــــﺴير ﺛناﺋﻲ” ﻟﻸﻣْﺮِﺗْــــــﺴَﺮي، في ﻃﺒﻌــــــﺔ 1899م، ص 104 الحاشية. وفي اﻟﻄﺒﻌــــــﺔ الثانية، ص 90 ما يلي: إن الذي ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻮق اﻟﺴﺒﻌين مثل الميرزا نفسه”…أي أن ﻋﻤﺮ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في عام 1899م كان ﻓـﻮق اﻟـﺴﺒﻌين، وبالتالي فإن عمره حين توفي عام 1908م كان أكثر من 79 عام
5- كتب المولوي محمد ﺣــﺴين اﻟﺒﻄــﺎلوي غاﺿــﺒًﺎ في مجلته إشاعة اﻟــﺴﻨﺔ عام 1893م : “إنه (أي الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني )قد ﺑﻠﻎ اﻵن 63 عاما من اﻟﻌﻤﺮ”. وبالتالي فإن عمر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني حين توفاه الله عان 1908م كان 77 عام. جدير بالذكر أن هذه اﻟـــﺸﻬﺎدة التي قدﻣﻬﺎ المولوي محمد ﺣـــﺴين اﻟﺒﻄـــﺎلوي عن ﻋﻤـــﺮ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لهي أوﺛﻖ ﺷﻬﺎدة أدلى بها المعارضون. وذلك ﻷنه كان صدﻳﻖ حضرته في ﺻﺒﺎﻩ، وزﻣﻴﻠﻪ في الدراﺳﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ. حيث يقول اﻟﺒﻄﺎلوي في ﻣﻜﺎن آخر: “هناك ﻗﻠـﺔ ﻗﻠﻴﻠـﺔ من معاصرينا الذين يعرﻓــﻮن أحوال وأفكار مؤلف “ﺑــﺮاهين أحمدية” ﺑقدر ما ﻧﻌﺮﻓﻬــﺎ نحن. فإنه مواﻃﻦ ﻟنا، وزﻣﻴﻠنا منذ أيام اﻟﻄﻔﻮلة (حيث ﻛنا سويا ﻧﺪرس “اﻟﻘﻄﱯ” و”شرح ﻣـﻼ جاﻣﻲ”). (المصدر: مجلة إشاعة اﻟﺴﻨﺔ، ج 7، رﻗﻢ 6).
وﻳﻌـــترض البعض على عبارة قالها الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه مواهب الرحمن: “وأرادوا ذلّتنا، فأصبنا رفعةً وذكرًا حسنًا، وأرادوا موتنا وأشاعوا فيه خبرا، فبشّرَنا ربنا بثمانين سنة من العمر أو هو أكثر عددا، وأعطانا حزبًا ووُلْدًا وسكنا، وجعَل لنا سهولةً في كلِّ أمرٍ، ونجّانا مِن كل غَمْر.”. فقالوا أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني يقول بأن ﻋﻤﺮﻩ ﺳﻴﺰيد عن اﻟﺜﻤﺎﻧين.
فالجواب أوّﻻ: إن هذه كلماتُ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني و ليست كلماتِ الوﺣﻲ. أما كلمات الوﺣﻲ فهي:
• “ثماﻧين حوﻻ أو قرﻳﺒﺎ من ذلك، أو ﺗﺰيد عليه ﺳـﻨﻴنا، وترى ﻧـﺴﻼ ﺑﻌﻴـﺪا” (المصدر: كتاب اﻷربعين، رﻗـﻢ3 ، وملحق كتاب التحفة اﻟﻐﻮﻟﺮوية).
• “ثماﻧين حوﻻ أو قرﻳﺒﺎ من ذلك، أو نزيد عليه ﺳـﻨﻴنا” (المصدر: كتاب اﻷربعين، رﻗـﻢ2)،
• “ﻟﻨﺤﻴﻴﻨــﻚ حياة ﻃﻴﺒــﺔ، ثماﻧين حوﻻ أو قرﻳﺒــﺎ من ذلك، وترى ﻧــﺴﻼ ﺑﻌﻴــﺪا” (المصدر: كتاب اﻷربعين، رﻗﻢ3)
وثاﻧﻴًﺎ: هناك وﺣﻲ ﻧﺼﻔﻪ بالعربية، وهو: “أﻃﺎل الله ﺑقاءك”. وﻧـﺼﻔﻪ الآخر باﻷردية، وهو: “ثماﻧين عاما، أو أكثر من ذلك بخمس أو أرﺑــﻊ ﺳــﻨﻮات أو أقل منه بخمس أو أرﺑــﻊ ﺳــﻨﻮات”. (المصدر: كتاب حقيقة الوﺣﻲ)
وقد وضح الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هذا الوﺣﻲ بنفسه في كتابه “البراهين الأحمدية” فقال: ” ليس في وعد الله تعالى أن ﻋﻤــﺮي ﺳــﻴﺘﺠﺎوز اﻟﺜﻤــﺎﻧين حتمًا، بل الله تعالى أﻋﻄــﻰ أﻣــﻼً ﺧﻔﻴــﺎ في وﺣﻴــﻪ هذا بأن اﻟﻌﻤﺮ يمكن أن ﻳﺰداد حتى اﻟﺜﻤﺎﻧين لو شاء الله ذلك. أما الكلمات الظاﻫﺮة للوحي والمعبرة عن الوعد الإلهي فهي تحدد اﻟﻌﻤــــﺮ ما بين 74 إلى 86 عاما”. (المصدر: كتاب البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية ، الجزء 5 )
إذًا، بعد أن ذكرنا كلمات الوﺣﻲ الواﺿـﺤﺔ والتي اﻧﻄﺒﻘـﺖ ﺣﺮفيا، ثم بعد أن ذكرنا ﺗﻔـﺴير الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لها، قد بات واﺿــﺤﺎ أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه (مواهب الرحمن) لم يكن يخصص هذه النبوءة بالحدﻳﺚ، بل يمر عليها مرورا عاﺑﺮا ﺿﻤﻦ تحدﻳﺜﻪ ﺑﻨﻌﻢ الله عليه. وفي مثل هذه الحالة ﻻ ﺗُﺸترط الدقة؛ المهم هو جوﻫﺮ الموضوع، وهو ذِكر نعم الله عليه. إنما ﺗُـﺸترط الدقة حين يكون الحديث مخصصا ﻟﻠﻤﻮضوع؛ وهذا ما رأيناﻩ حين شرح الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني الوﺣﻲ المذكور. لذا ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ هنا إيراد هذه العبارة في سياﻗﻬﺎ، وهي كاﻵتي:
“وإنا مع أتباعنا القلائل أوذينا من أفواجهم كل الإيذاء، وربما وَقَفْنا بين أنياب الموت مِن مكر تلك العلماء، وسِقْنا بهتانًا وظلمًا إلى الحكّام، وأغرى المكفّرون علينا طوائف زمعِ الناس واللئام، ومكروا كل مكر لاستيصالنا ولإطفاءِ أنوار صدق مقالنا، وصُبّت علينا المصائب، وعادانا الحاضر والغائب، فما تزعزعنا وما اضطربنا، وانتظرنا النصر من القدير الذي إليه أَنَبْنا. وفسّقوني وجهّلوني بالكذب والافتراء، وبالغوا في السّبّ إلى الانتهاء، وإني لأجبتهم بقولٍ حقٍّ لولا صيانة النفس من الفحشاء. وسعَوا كل السعي لأُبْتَلى ببليّة ويغيَّر عليّ نعمةٌ نلتُها من الرحمن، فخُذِلوا في كل موطنٍ ونكصوا على أعقابهم من الخذلان. وكلما ألقوا علي شبكةَ خديعةٍ مخترعةٍ، فرَّجها ربي عني بفضل من لدنه ورحمةٍ، وكان آخر أمرهم أنهم جُعلوا أسفل السافلين، وانتصفنا مِن كل خصم مهين، مِن غير أن نرافع إلى قضاة أو نتقدم إلى الحاكمين. وأرادوا ذلّتنا، فأصبنا رفعةً وذكرًا حسنًا، وأرادوا موتنا وأشاعوا فيه خبرا، فبشّرَنا ربنا بثمانين سنة من العمر أو هو أكثر عددا، وأعطانا حزبًا ووُلْدًا وسكنا، وجعَل لنا سهولةً في كلِّ أمرٍ، ونجّانا مِن كل غَمْر. وكنت فيهم كأني أتخطَّى الحيَواتِ أو أمشي بين سباع الفلوات، فمشى ربي كخفيرٍ أمامي، ولازمني في تلك الموامي. فكيف أشكر ربي الذي نجاني من الآفات، على كُلولي هذا حسرات.”. (المصدر: كتاب مواهب الرحمن)
وﻳﻌترض بعض المعارضين لماذا وردت كلمة “أو” في الوﺣﻲ: “ثماﻧين حوﻻ أو قرﻳﺒﺎ من ذلك أو ﺗﺰيد عليه ﺳﻨﻴنا”، ألم يكن الله يعرف يوم وفاته؟ بل هذا يدل على أن المتكلم ليس بمتأكد مما يقول؟ واﻟﺠﻮاب: ﻻ شك أن الله تعالى كان يعرف ذلك تماما فهو ﻋـﻼم اﻟﻐﻴـﻮب، ولكن كلمة “أو” قد ترد في كلام الله تعالى. كما ورد في قوله تعالى ﻟﺮسوله الكريم: “وَإِمَّا نُرِیَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِی نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّیَنَّكَ” (يونس : 46)
وفي قوله تعالى عن ﻳﻮﻧﺲ : “وَأَرۡسَلۡنَـٰهُ إِلَىٰ مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ” (الصافات: 147)
فهل ﻳﻤﻜــﻦ أن يقول أحد أن الله غير متأكد من كلامه، بحيث ﻻ يدري هل ﺳــُيري النبي بعض الذي قد وعد الكفار من اﻟﻌﺬاب أم ﺳﻴﺘﻮفاﻩ قبل ذلك، أو أن الله تعالى لم يكن يعرف عدد ﻗــﻮم ﻳــﻮﻧﺲ باﻟــﻀﺒﻂ. كلا، بل هذا هو أسلوبه فيما ﻳﺘﻌﻠــﻖ بمثل هذه اﻷﻧﺒــﺎء، وله في ذلك ﺣِﻜَﻢ كثيرة ومنها ما أﺳﻠﻔنا به.
وأﺧﻴــﺮا نقول ﻟﻠﻤﻌترﺿــين: هل من الممكن ﻟــﺸﺨﺺ كذاب ﻣﻔــتر على الله تعالى وقد ﺑﻠــﻎ حوالي اﻷربعين سنة من ﻋﻤـﺮﻩ أن ﻳـﺰﻋﻢ أنه قد أوﺣـﻲ إليه وأنه ﺳـﻴﻌﻴﺶ حتى ﻳقارب اﻟﺜﻤـﺎﻧين وأنه سوف يرى ﻧﺴﻼ ﺑﻌﻴـﺪًا؟ وإذا اﻓترﺿـنا أن ﺷﺨـﺼﺎ جمح به الجنون وأعلن مثل هذه الفرية على الله تعالى، فهل ﻳترﻛﻪ الله على ﻗﻴﺪ الحياة حتى تتحقق فرﻳﺘﻪ، ويرى باﻟﻔﻌﻞ ﻧـﺴﻼ ﺑﻌﻴـﺪا في أوﻻدﻩ وأﺣﻔـﺎدﻩ، وﻻ ﻳﻬﻠﻜــﻪ الله ليفضحه أمام اﻟﻌــﺎلم بسبب كذبه واﻓترائه؟ بل ﻳﻬﻠــﻚ الله أعداء هذا العبد إذا ما دعا عليهم، ﺑﺮﻏﻢ أن “ﺻﻠﺤﺎء الأمة” يدعون الله تعالى لهلاكه؟!.
لقد ﺗﻠﻘــﻰ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني إلهام “ترى ﻧــﺴﻼ ﺑﻌﻴــﺪًا” في حوالي 1873م أو 1874م حين لم تكن عندﻩ زوﺟﺔ وﻻ أوﻻد، وذلك ﻷن زوﺟﺘـﻪ الأولى كانت قد اﻧﻔـﺼﻠﺖ عنه قبل هذا بأكثر من خمسة عشر عاما. أما الولدان من تلك الزوﺟــﺔ ﻓﻬﻤـﺎ أيضا عاشا ﺑﻌﻴـﺪﻳﻦ عن حضرته حتى أنهما عارﺿــﺎﻩ عندما أعلن أنه الإمام المهدي و المسيح الموعود. أما هو فقد فكان عاﻛﻔــﺎ على اﻟﻌﻠﻮم الدﻳﻨﻴﺔ والدفاع عن الإسلام دون أن ﻳﺒﺤﺚ عن زوﺟﺔ ثانية؛ وذلك ليس ﻟـﺴﻨﺔ واحدة أو ﺳﻨﺘين، بل ﺑﻘﻲ على هذه الحالة ﻷكثر من عشر ﺳـﻨين. ثم ﺗـﺰوج حين كان يبلغ الخمسين من ﻋﻤﺮﻩ، فأﻋﻄﺎﻩ الله اﻷوﻻد واﻷﺣﻔﺎد، ثم ﺗﻮفاﻩ بعدما تحقق اﻹلهام: “ترى ﻧـﺴﻼ ﺑﻌﻴـﺪا.” واﻟـﺴﺆال اﻵن هو: هل من المعقول أن يقوم أحد من عند نفسه بالإعلان أنه سوف يرى ﻧـﺴﻼ ﺑﻌﻴـﺪا في حين تكون زوﺟﺘــﻪ قد اﻧﻔــﺼﻠﺖ عنه، وولداﻩ ﻳﻌﺎرﺿــﺎنه؟ ثم يبقى ﺑــﻼ زواج حتى يتم له ما قال ساﺑﻘًﺎ، وذلك باﻟﻄﺒﻊ إذا أﻣﻬﻠﻪ الله تعالى بعد هذه النبوءة الكاذبة التي ﻧﺴﺒﻬﺎ إلى الله تعالى.
ولماذا لم يخف من أن ﻋﻤـﺮﻩ يمـﻀﻲ، وأنه لو تأخر في الزواج أكثر فقد ﻻ يرى حتى أوﻻدﻩ ناﻫﻴـﻚ عن ﻧــﺴﻞ ﺑﻌﻴــﺪ، أو قد ﻻ ﻳﻨﺠــﺐ، أو قد ﻻ يمهله الله تعالى، فلا ﻳــﺘﻤﻜﻦ من الزواج أﺻــﻼ؟ وكل ذلك يحدث في ﻇﻞ اﻟﺘﻜﺬﻳﺐ اليوﻣﻲ الذي كان ﻳﺘﻠقاﻩ من قبل المعارضين، والهجوم اﻟﻌﻨﻴـﻒ الذي كان ﻳﺸﻨّﻪ المشايخ ضدﻩ ليثبتوا كذبه حتى ﻳﺼﺪّوا الناس عن ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ. أهكذا تكون ﺳيرة المتنبئين الكاذبين؟!
عندما ﻧﻘــﺮأ ﺳــيرة الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني نجــﺪ أنه ﺗــﺰوج زواجا ثاﻧﻴــﺎ في أواخر عام 1884م حين كان يبلغ حوالي الخمسين من ﻋﻤﺮﻩ. فهل مَن ﻳﺘﺰوج في مثل هذه اﻟـﺴﻦ ﻳـﺴﻌﻪ القول بأنه سوف يرى ﻧـﺴﻼ ﺑﻌﻴـﺪا؟ الواقع ﻳﻌﺎرض هذه الفكرة ﺑﺸﺪة، ﻷﺳﺒﺎب تالية:
1- هو ﻣﺘقدم في اﻟﺴﻦ فلا يدري إلى متى ﺳﻴﻌﻴﺶ.
2- قد ﻻ ﻳﻨﺠﺐ بسبب ﺗقدﻣﻪ في اﻟﺴﻦ، أو قد تكون زوﺟﺘﻪ ﻋﻘﻴﻤﺎ.
3- إن كان كاذبا فلا بد أن الله تعالى سوف ﻳﻘﻄـﻊ ﺣﺒـﻞ ﻋﻤـﺮﻩ حتى قبل اﻷوان، وذلك لكي ﻻ يتحقق كلامه، فلا يكون ﻓﺘﻨﺔ للناس.
4- ثم لو تجاوز كل هذه اﻟﻌﺮاﻗﻴـــﻞ، ووُلدت له ذرية، فهل ﻳـــﻀﻤﻦ أن أوﻻدﻩ هم الآخرون ﺳـــﻴﺘﺰوجون وﻳﻠـــﺪون أوﻻدًا في حياته حتى يتحقق ما قاله بأنه سوف يرى ﻧﺴﻼ ﺑﻌﻴﺪًا؟
ﻓﻤﻊ جميع هذه المستحيلات؛ إن ما ﺣﺼﻞ هو أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﺗﺰوج متأخرا، ووُلد له أوﻻد، وأﻣـﺪّ الله في ﻋﻤـﺮﻩ حتى إنه رأى أﺣﻔـﺎدﻩ أيضًا، ثم ﺗﻮفاﻩ الله. أفلا يدل ذلك على أن ما أﻋﻠﻨـﻪ، إنما أﻋﻠﻨـﻪ بناءً على كلام الله الذي ﺣﻘﻘﻪ على الرﻏﻢ من كونه ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ. ولو كان كاذبا، فإن سنة الله في مثل حاﻟﺘـــﻪ هي أنه يأﺧـــﺬ المـــﺪﻋﻲ الكاذب باليمين، وﻳﻘﻄﻊ منه الوﺗين، كما قال تعالى : “وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَیۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِیلِ * لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡیَمِینِ * ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِینَ * فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَـٰجِزِینَ” (الحاقة : 44-47) ، فإن بدت معاﻣﻠﺔ الله مع هذا المعلن معاﻛﺴﺔ تماما لما أرادﻩ المعارضون، فلا شك أن هذا المعلن من الله تعالى، وهو يؤيدﻩ ﺑﺂيات باﻫﺮة ﻟﺘﺒـﺼﺮها من كانت له ﻋين باصرة.
قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني: “ووكذلك بشّرني ربي بطول عمري في بدْء أمري وقال: (ترى نسْلاً بعيدًا). فعمّرني ربي حتى رأيت نسلي ونسل نسلي، ولم يتركني كالأبتر الذي لم يُرزق وليدًا، وتكفي هذه الآية سعيدا.
فأفتوني أيها العلماء والمحدّثون والفقهاء .. أتجوّز عقولكم أن تلك المعاملات كلّها يعامل الله برجل يعلم أنه يفتري عليه، ويكذب أمام عينيه؟ وهل تجدون في سنّة الله أنه يُظهر على غيبه إلى عمر طويل أحدا من المفترين؟ ويتمّ عليه كلّ نعمته كالنبيّين الصادقين؟ وينصره في كلّ موطن بإكرامٍ مبين؟ ويمهّله مع هذا الافتراء حتى يبلغ الشيبَ من الشباب، ويُلحق به ألوفا من الأصحاب، ويعينه ويطرد أعداءه المؤذين كالكلاب؟ ويؤتيه ما لم يؤتَ أحد من المعاصرين، ويُهلِك من باهله أمام عينيه أو يخزي ويهين؟ ومن كان على الدنيا مُكِبًّا ولزينتها محبًّا، ومن أهل الافتراء والفرية .. أرأيتم نصرته كهذه النصرة؟ أو أحسستم له عونةَ الله كهذه العونة؟ ما لكم لا تفكّرون كالمتّقين؟ هداكم الله! إلامَ تكفّرون عباد الله المؤيّدين؟ (المصدر: كتاب اﻻﺳـــﺘﻔﺘﺎء )
- آتهم هو ﻗﺴﻴﺲ ﻫﻨﺪي متنصر كان قبل ذلك من كبار المشايخ. دﺧﻞ في المباهلة مع الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني فهلك كما ورد عنه في النبوءة التي أنبأ بها الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بناء على وحي الله له ↩︎
إرسال التعليق