الإعتراض : الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان يعلم مسبقا بموعد الكسوف والخسوف في رمضان استنادا للحسابات الفلكية فادعى أنه المهدي المنتظر قبل موعد الكسوف والخسوف بقليل .

الردّ:

أولا :

يجب على صاحب هذا الإدعاء الكاذب أن يثبت ادعائه بالأدلة على أن بريطانيا قد زودت الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بتلك المعلومات منذ أعلن أنه الإمام المهدي والمسيح الموعود في عام1890م. فإن لم يأت المعترض ولن يأن بالأدلة فقد ثبت أن ادعائه هو كذب.

ثانيا :

من الأدلة على كذب هذا الإدعاء هو أن الحسابات الفلكية في زمن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني (قبل عام 1894) لم تكن متقدمة بحيث تحدد بدقة موعد الخسوف والكسوف.


ثالثا :

فلنفترض أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان يعلم هو وغيره بموعد الخسوف والكسوف. إن هذا لا يغير من الحقيقة شيئا وهو أن هذا الخسوف والكسوف كان آية على صدق الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني فالمهم هو أن النبوءة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحققت ولم يكن في الأرض كلها أحدا أعلن أنه الإمام المهدي سوى الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني. وبفرض العلم بموعد تحقق النبوءة فهذا لا ينقض الحديث بل إن تحقق تلك النبوءة لهو دليل جازم على صحة الحديث لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ولا يمكن لمخلوق أن يتحكم في الشمس والقمر.


رابعا :

هل الله عاجز عن إهلاك من يتقول على الله الكذب ويفتن الناس مستغلا حديثا معروفا بشأن علامة ظهور المهدي؟. إن الله لا يسمح لمدعي كاذب أن يفتن الناس لذلك قد تكفل الله بإهلاك كل كاذب يزعم أن الله قد أرسله للناس فقد قال تعالى : “وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَیۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِیلِ * لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡیَمِینِ * ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِینَ * فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَـٰجِزِینَ” (الحاقة : 44 -47).


أن احتمالية أن يترك الله مدعي كاذب يزعم أن الله يكلمه وأرسله للناس هي احتمالية مستحيلة عقلا وشرعا. يستحيل ذلك شرعا لأن هذا الإحتمال يتعارض مع قوله تعالى : “رُّسُلࣰا مُّبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمࣰا” (النساء: 165). فلو ترك الله من يدعي كذبا أن الله أرسله فلا شك أن ذلك سيجعل الأمر يلتبس على الناس ولا يستطيعون التمييز بين الصادق والكاذب وبالتالي سيكون للناس حجة على الله يوم القيامة أنهم ضلوا السبيل بسبب الرسل الكاذبين وهذا يتعارض مع أن الله يرسل الرسل لكي لا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة.
وكذلك يستحيل عقلا أن يترك الله مدعي كاذب يدعي أن الله يكلمه وأرسله للناس وذلك لأن القرآن يأمرنا باتباع رسل الله دون أن يحذرنا من اتباع رسول كاذب بل على على العكس فإن الله قد حذرنا فقط من تكذيب المرسلين بدون أية استثناء أو تقييد. فقد قال تعالى : “وَیَوۡمَ یُنَادِیهِمۡ فَیَقُولُ مَاذَاۤ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِینَ* فَعَمِیَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَنۢبَاۤءُ یَوۡمَىِٕذࣲ فَهُمۡ لَا یَتَسَاۤءَلُونَ” (القصص: 65- 66)

لقد أخبر الله في القرآن أن سنن الله في الأرض تشهد على أن الله يُهلك كل من يفتري عليه الكذب.
قال تعالى : “فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔایَـٰتِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ لَا یُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ” (يونس: 17)
لقد حكم الله في الآية السابقة بأن كل من يفتري عليه الكذب فهو من المجرمين الذين لا يفلحون . ثم أمرنا الله أن ننظر في عاقبة المجرمين فقد قال تعالى : “قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ” (النمل :69).
حين ننظر في التاريخ نرى أن جميع الذين ادعوا النبوة بعد خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم زاعمين أنهم جاءوا بشريعة جديدة وكتاب جديد قد أهلكهم الله ووأد دعوتهم في مهدها فلا يوجد على الأرض من يتبعون نبيًا صاحب كتاب سماوي غير القرآن سوى أتباع الديانات السابقة المحرفة.

فكيف بعد كل هذه الآيات يتوهم أحد أن يكون الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني يتقول الكذب على الله فيحقق الله له النبوءة في حديث الخسوف والكسوف الذي يشهد على صدقه؟!

Previous post

الإعتراض : حديث ابن عباس عن أن الآية “إني متوفيك” (آل عمران : 55) تعني مميتك قد ورد في البخاري معلق بلا إسناد، والأحاديث المعلقة في البخاري ليست على شرط البخاري كما هو حال الأحاديث المسندة في البخاري. كما أن هذا الحديث مرسل لأن ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.

Next post

الإعتراض : ما الدليل على أن الكسوف والخسوف الذي استدل به الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كآية على صدقه قد حدث بالفعل في المواعيد التي ذكرها ؟

إرسال التعليق