الإعتراض : الله ليس ﻛﻤﺜﻠﻪ شيء، ولكن ﻳقال أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﺷﺒﻪ الله باﻹﺧﻄﺒﻮط، ﻓﻤﺎ صحة ذلك؟
الردّ:
معاذ الله أن ﻳـﺼﻒ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﷲ عز وجل بحيوان أو بأي مخلوق!
قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن الله تعالى:
“إنه ذلك اﻷحد الذي ﻻ شرﻳﻚَ له، وﻻ وﻟـﺪَ له، وﻻ صاﺣﺒﺔَ له. وإنه ذلك الفريد الذي ﻻ ﻛﻔـﻮَ له. إنه قرﻳـﺐ مع ﺑُﻌـﺪﻩ، وﺑﻌﻴـﺪ مع قربه، وإنه يمكن أن ﻳُﻈﻬـﺮ نفسه ﻷهل الكشف على سبيل اﻟﺘﻤﺜُّﻞ، إﻻ أنه ﻻ ﺟﺴﻢَ له وﻻ ﺷﻜﻞَ.” (المصدر: كتاب الوصية)
الحقيقة أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان يبين بأن الله تعالى هو ﻋِﻠّــــﺔ اﻟﻌِﻠـــﻞ؛ الذي تقوم بوجودﻩ كل الموجودات. ثم يقول: إن ﻋﻼقة الله بالمخلوقات والعالمين جميعا ﻛﻌﻼقة الروح بالجــﺴﺪ، ﻓﻜﻤــﺎ أن جميع اﻷﻋﻀﺎء تكون تابعة ﻹرادة الروح وتميل ﺣﻴﺜﻤﺎ مالت الروح، فاﻷمر ذاته باﻟﻨـﺴﺒﺔ إلى اﻟﻌﻼقة بين الله ومخلوقاته.
قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني: لقد كشف عليّ الحكيمُ ﻣُﻄﻠﻖُ الحكمة هذا اﻟـﺴﺮّ؛ بأن هذا الكون كله مع جميع أجزائه هو كاﻷﻋﻀﺎء التي ﻻ تقوم ﺑﻨﻔـﺴﻬﺎ، بل ﺗـﺴﺘﻤﺪ القوة كل حين من ذلك الروح اﻷﻋﻈـﻢ من أجل ﺗﻨﻔﻴﺬ أفعال ﻋﻠّﺔ اﻟﻌِﻠﻞ تلك وإراداتها، كما تكون جميع ﻗﻮى الجسم بوجود الروح فيه، وبعض أشياء هذا الكون -الذي هو بمنزلة اﻷﻋـﻀﺎء لذلك الروح اﻷﻋﻈــﻢ- هي بمنزلة نور وجهه سبحانه وتعالى التي تمــﺪّ بالنور ﻇـــﺎﻫﺮًا أو باﻃﻨًـــﺎ بحسب إراداته، وبعض هذه اﻷشياء هي بمنزلة يدﻩ، وﺑﻌـــﻀﻬﺎ بمنزلة رجله، وﺑﻌــﻀﻬﺎ بمنزلة ﻧَـﻔَــﺴِﻪ .
باﺧﺘــﺼﺎر، إن مجموعة هذا اﻟﻌــﺎلم هي بمنزلة الجسم باﻟﻨــﺴﺒﺔ إلى الله تعالى، وكل ما لهذا الجسم من روﻧﻖ وبهاء وحياة إنما هو بسبب ذلك الروح اﻷﻋﻈـﻢ الذي هو ﻗﻴّﻮﻣـــﻪ. وكلما تحركت إرادة ذلك اﻟﻘﻴـــﻮم تحركت أﻋـــﻀﺎء هذا الجسم كلها أو ﺑﻌـــﻀﻬﺎ بحسب ما ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻘﻴﻮم.
وﻟﺘﺼﻮير اﻟﺒﻴﺎن المذكور آﻧﻔًﺎ يمكننا أن ﻧﻔﺮض على سبيل اﻟﺘﺨﻴّـﻞ أن ﻗﻴّـﻮم العالمين هو وجود أعظم له أﻋــﻀﺎء من أﻳــﺪٍ وأرجل تخرج عن ﺣــﺪّ اﻹﺣــﺼﺎء واﻟﻄــﻮل واﻟﻌــﺮض، وأنّ لهذا الوجود اﻷﻋﻈـــﻢ ﺧﻴﻮﻃًﺎ -كما تكون ﻟﻺﺧﻄﺒﻮط- ﺗﺼﻞ إلى أنحاء صفحة الوجود كله وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ الجاذبية، وهذه اﻷﻋﻀﺎء هي ﻧﻔﺴﻬﺎ التي ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻌﺎلم. وكلما تحرَّك ﻗﻴّﻮم اﻟﻌﺎلم ﺣﺮكة جزﺋﻴﺔ أو كلية، فلا بد من أن تحدث ﺣﺮكة في أﻋــﻀﺎء هذا اﻟﻌــﺎلم، وسوف ﻳﻨﻔــِّﺬ جميع إراداته من خلال هذه اﻷﻋــﻀﺎء و ليس ﺑﻄﺮﻳــﻖ آخر. فهذا هو المثال الوﺣﻴــﺪ ﺳــﻬﻞ الفهم لهذا اﻷمر الروحاني.(المصدر: كتاب ﺗﻮﺿﻴﺢ المرام)
لقد كان الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قبل ذلك يتحدث عن دور الملائكة، وهنا يبين قيّومية الله عز وجل بمثال ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ الفهم كما قال ليس أكثر.
إرسال التعليق