الإعتراض : هل قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “صار آدم ذليلا مصغرا. ثم خلقني الله لكي أهزم الشيطان”
الردّ:
هذا كذب ليس عليه أي دليل في كلام الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني.
لقد قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني تحت عنوان (ما الفرق بين آدم والمسيح الموعود؟) :
“إن الله خلق آدم لينقل الناسَ من العدم إلى الوجود. ومن الوحدة إلى الكثرة. وجعَلهم شعوبًا وقبائلَ وفِرقا وطوائف ليُري ألوانَ القدرة. ولِيَبلُوَ أيُّهم أحسنُ عملا ومن السابقين. وجعل آدمَ مظهرًا لاسمه الذي هو مبدأٌ للعالم .. أعني الأوّل كما جاء قوله {هُوَ الأَوَّلُ} في الكتاب المبين. ولأجل أن الأوّلية تقتضي ما بعدها اقتضتْ نفسُ آدم رجالا كثيرا ونساءً. فنزَل الأمر وأضنَأَت النساءُ وكثُر الناس ومُلئت الأرض من المخلوقين. ثم طال عليهم الأمد وكثرت فِرقهم وآراؤهم. وتخالفتْ أمانيهم وأهواؤهم. وكان أكثرهم فاسقين. فطفقوا يصول بعضهم على بعض. وزادوا فسقًا وطغوى. وأرادوا أن يأكل قويّهم ضعيفهم كدودة تأكل دودة أخرى وكانوا غافلين. حتى إذا اجتمعت فيهم كل ضلالة كانت من لوازمِ زمنِ المسيح الموعود. وصُبّتْ على الإسلام كل مصيبة وصار كالحيّ الموءود. وبلغت الأيامُ منتهاها وصارت كالليالي في الظلمات. واقتضى الزمان حربًا هي آخر المحاربات.
فهناك أرسل الله مسيحه لهذه الحرب. ليجلو غياهبَ الكفر ويدمّر الظالمين بالحجة لا بالطعن والضرب. ويقطع دابر الكافرين. وليرجع الناس إلى الاتّحاد والمَحْوِيّة بعدما كانوا متخالفين. فثبت من هذا المقام أن المسيح الموعود قد قابلَ آدم في هذه الصفات كضدٍّ تَقابلَ ضدًّا آخر في الخواص والتأثيرات. وإن في ذلك لآية للمتقين. (المصدر: كتاب الخطبة الإلهامية . الحاشية).
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في الحاشية عند الفقرة السابقة :
” كان الله قد قدَّر من الأزل أن تقع الحرب الشديد مرّتين بين الشيطان والإنسان. مرّة في أوّل الزمن ومرّة في آخر الزمان. فلمّا جاء وعدُ أُولاهما أغوى الشيطانُ الذي هو ثعبان قديم حوّاءَ. وأخرج آدمَ من الجنة ونال إبليسُ مرادًا شاء. وكان من الغالبين. ولما جاء وعد الآخرة أراد الله أن يردّ لآدم الكَرّةَ على إبليس وفوْجِه ويقتل هذا الدجّال بحربة منه. فخلق المسيحَ الموعود الذي هو آدم بمعنى. ليدمّر هذا الثعبان ويُتَبّر ما علا تتبيرا. فكان مجيء المسيح واجبا ليكون الفتح لآدم في آخر الأمر. وكان وعدًا مفعولا. وقد أشار الله سبحانه إلى هذا الفتح العظيم وقتلِ الدجّال القديم الذي هو الشيطان في قوله {قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}. يعني لا يقع أمر استيصالك التام وتتبير ما علوتَ من أنواع الشرك والكفر والفسق إلا في آخر الزمن ووقتِ المسيح الإمام. فافهمْ إن كنتَ من العاقلين” (المصدر: كتاب الخطبة الإلهامية).
يتبين من المقتبس السابق كيف أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد اعتبر قتل الشيطان على يد مسيح آخر الزمان هو فتحا عظيما لآدم. أي أنه لم ينسب الفتح لنفسه. فكيف لعاقل منصف يستنتج من كلام الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني فيما سبق أنه يهين آدم عليه السلام!!.
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أيضا تحت عنوان (ما الفرق بين آدم والمسيح الموعود؟) :
“وما كان مجيئِي في آخر السلسلة المحمدية إلا لإكمال المماثلة ولتوفية وزن المقابلة. وليُرَدَّ الكَرّةُ لآدم بعد الكَرَّة الشيطانية . فما لهم لا يتفكّرون؟! أكان عسيرا على الله أن يخلق كعيسى ابن مريم عيسى آخرَ. {سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. هو الله الذي بعث مثيلَ موسى في أوّل السلسلة المحمدية. فظهر منه أنه كان يريد أن يخلق مثلَ عيسى في آخرها ليتشابه السلسلتان بالمشابهة التامة. فما لكم لا تؤمنون؟ أيها الناس آمِنوا أو لا تؤمنوا .. إن الله لن يترك هذه السلسلة حتى يُتمّها. ولن يترك حيّةَ آدم حتى يقتلها. فرُدُّوا ما أراد الله إن كنتم تقدرون. أترُدّون نعمة الله بعد نزولها أيها المحرومون؟ وقد تم وعد الله صدقا وحقا. فلا تشتروا الضلالة أيها الخاسرون.” (المصدر: كتاب الخطبة الإلهامية . الحاشية).
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في حاشية الفقرة السابقة :
“ إن الله خلق آدم وجعله سيّدًا وحاكما وأميرا على كل ذي روح من الإنس والجانّ. كما يُفهَم من آية {اسْجُدُوا لآدَمَ}. ثم أَزَلَّه الشيطان وأخرجه من الجِنان. ورُدَّ الحكومةُ إلى هذا الثعبان. ومَسَّ آدمَ ذلّةٌ وخزيٌ في هذه الحرب والهوانُ. وإن الحرب سِجال وللأتقياء مآل عند الرحمن. فخلق الله المسيحَ الموعود ليجعل الهزيمة على الشيطان في آخر الزمان. وكان وعدًا مكتوبًا في القرآن. ” (المصدر: كتاب الخطبة الإلهامية . الحاشية)
باختصار، يتبين من الفقرة الأخيرة كيف انتزع المعترض بعض الكلمات من سياقها ليوهم القارئ أن الإمام ميزا غلام أحمد القادياني انتقص من آدم عليه السلام . بينما حين نقرأ كلام الإمام ميزا غلام أحمد القادياني في سياقه يتضح أنه يتحدث عن الحرب بين آدم والشيطان منذ بدايتها إلى نهايتها . مبينا أن الحرب سجال والعاقبة للمتقين.
إرسال التعليق