الإعتراض: يرى الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن آدم أول البشر. بدليل قوله في كتاب حمامة البشرى: “وكم من أمور كانت من سنن الأنبياء، ولكنا نكرَهها ولا نرضى بها، فإن آدم .. صفيّ الله .. كان يُزوِّج بنته ابنه ونحن لا نحسب هذا العمل حسنا طيبا في زماننا، بل كنا كارهين.”

الردّ:

كان زواج الإخوة مباح في شريعة آدم القديمة جدا . ولم يكن هذا لأن آدم أول البشر ولا لأنه لا يوجد أناس آخرون. إن أحكام الله تختلف من شريعة لأخرى والله هو الأعلم بما هو الأصلح دوما.

إن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لم يقل أن آدم هو أول البشر فقد قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :

“لا أدعي أن كل هذا النسل الإنساني الموجود حاليا في شتى بقاع العالم هو نسل ذلك الآدم حصرا. بل أؤمن بوجود النسل الإنساني حتى قبل هذا الآدم كما يتبين من كلمات القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى : ” إِنِّي جَاعِلٌ فِي الَْأرْضِ خَلِيفَةً” (البقرة:30) فالخليفة من يخلف أحدا. ومن هنا يتبين بجلاء أن المخلوق كان موجودا حتى قبل آدم. فلا نستطيع أن نقول عن سكان أميركا أو أستراليا وغيرهم. إنهم ذرية هذا الآدم أو من سلالة آدم آخر.هناك قول لحضرة محي الدين ابن عربي يناسب سؤالك. فقد كتب: ذهبت للحج فلقيت هناك شخصًا ظننته آدم. فسألته أأنت آدم؟ فقال عن أي آدم تسألني؟ فقد خلا آلاف الأوادم1.” ( المصدر: جريدة الحكم؛ بتاريخ 1908/5/30م).

1قال محيي الدين ابن عربي : ” أراني الحق تعالى فيما يراﻩ اﻟناﺋﻢ.. وأنا أﻃـﻮف باﻟﻜﻌﺒـﺔ مع ﻗـﻮم من الناس ﻻ أﻋـﺮفهم بوجوﻫﻬﻢ. فأﻧﺸﺪونا ﺑﻴﺘين ﻧﺴﻴﺖ أحدهما وأذكر اﻟﺜﺎني وهو: (لقد ﻃﻔنا كما ﻃﻔﺘﻢ ﺳﻨﻴنا بهذا اﻟﺒﻴﺖ ﻃﺮًا أجمعينا) ﻓﺘﻌﺠﺒــﺖ من ذلك. وﺗــﺴﻤﻰ لي أحدهم باسم ﻻ أذكرﻩ. ثم قال لي: أنا من أجدادك. ﻗﻠــﺖ:كم لك منذ ﻣـﺖ؟ فقال: لي ﺑـﻀﻊ وأرﺑﻌـﻮن ألف سنة. ﻓﻘﻠـﺖ له: ﻓﻤـﺎ ﻵدم هذا القدر من السنين؟! فقال لي: عن أي آدم تقول. عن هذا اﻷقرب إليك عن غيرﻩ؟ ﻓﺘـﺬكرت حدﻳﺜﺎ ﻟﺮسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله خلق مائة ألف آدم. وﻗﻠـــﺖ: قد يكون ذلك الجـــﺪ الذي ﻧـــﺴﺒني إليه من أولئك.” (كتاب اﻟﻔﺘﻮحات المكية. ج3. الفصل الخامس في المنازﻻت. باب 309)

نفهم من هذا الكشف أن آدم الموحى إليه. والذي ﻳﻨﺘﺴﺐ إليه ﺑﻨﻮ آدم اليوم. لم يكن آدم الأول. بل إنه آخر اﻵوادم. وكذلك يظهر من كشف محيي الدين ابن عربي أن كلمة “آدم” قد ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﺼﻔﺔ أيضا. وذلك بمعنى الجد اﻷﻛــبر.

Previous post

الإعتراض : قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن موسى حي في السماء . مع أنه ظل ينفي وجود عيسى في السماء . فما هذا التناقض ؟ فقد قال في كتاب نور الحق: “هذا هو موسى فتَى الله. الذي أشار الله في كتابه إلى حياته. وفرض علينا أن نؤمن بأنه حيٌّ في السماء ولم يمت وليس من الميتين”.

Next post

الإعتراض : هل قال قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني: “إن الله أنزل لصدق دعواي آيات وبينات بهذه الكثرة لو أنزلت على نوح لم يغرق أحد من قومه” ؟ وهل هذا يعني أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني يستخف بنوح عليه السلام؟

إرسال التعليق