الإعتراض : قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن الله تعالى أمر بتقديم صدقة لمن يريد أن يتحدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يعني أنه يتهم الرسول صلى لله عليه وسلم بتلقي الرشوة.
الردّ:
ﻟﻠﺮد على هذه الشبهة نورد فيما يلي هذه العبارة في سياقها. بعد أن ذكر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني شروط الدفن في مقبرة الجنة قال :
“هذه هي الشروط الضرورية التي كتبناها أعلاه. ولن يُدفن في المستقبل في هذه المقبرة إلا من استوفى هذه الشروط.
وقد يعترض علينا في ذلك مَن غلب عليه سوء الظن فيعتبر هذا النظام مبنيا على المصالح الشخصية. أويحسبه بدعة. ولكن اعلموا أن الله تعالى يفعل ما يشاء في شؤونه وأفعاله. ولا ريب أن الله أراد أن يميز المنافقين من المؤمنين بهذا النظام. وإننا لندرك أن الذين يطّلعون على هذا النظام الإلهي. ويسارعون بدون تردد إلى تقديم عُشر أملاكهم في سبيل الله. بل ويُبدون حماسًا أكبر من هذا. إنما يُبرهنون على صدق إيمانهم. يقول الله – عز وجل -: {الم – أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ}
هذا الابتلاء ليس بشيء يُذكر. أما الصحابة – رضي الله عنهم – فقد ابتلوا بتضحية أنفسهم. فقدّموا رؤوسهم في سبيل الله. إذًا فالاعتراض أنه لماذا لا يُسمح لكل شخص أن يُدفن في هذه المقبرة دونما تضحية لهو اعتراض بعيد عن الحقيقة. لو كان ذلك جائزًا .. فلماذا قدّر الله تعالى إذًا الابتلاء في كل زمان؟ إنما أراد – سبحانه وتعالى – أن يميز الخبيث من الطيب في كل زمان. وهكذا فعل الآن أيضًا.
لقد قدر الله تعالى في عصر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعض الابتلاءات الخفيفة أيضًا .. فقد سنّ- مثلا- ألاّ يستشير أحدٌ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم -. مهما كان نوع استشارته. ما لم يقدم له هديةً. فكان في ذلك أيضًا ابتلاء للمنافقين.” (المصدر: كتاب : الوصية).
الآية التي أشار إليها الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هي :
“یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نَـٰجَیۡتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا۟ بَیۡنَ یَدَیۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةࣰۚ ذَ ٰلِكَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ فَإِن لَّمۡ تَجِدُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ” (المجادلة : 12). هذه اﻵية تأمر من يريد التحدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم بتقديم صدقة قبل ان يتحدث معه منفردا. والصدقة تشمل الهدايا والتصدق على الفقراء وغير ذلك. وإذا كانت الصدقة هدية للرسول صلى الله عليه وسلم فلا يليق أن نسميها صدقة بل هدية. مع أن الهدية التي تقدم للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يهديها أو يتصدق بها غالبا ولا يأخذها لنفسه. فالآية عممت وأطلقت لفظ الصدقة . ولكن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ذكر شكلا خاصا منها في هذا السياق الذي يتحدث فيه.
أما القول إن هذا اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم بتلقي الرشوة فهذا يدل على غباء صاحب هذه الشبهة. لأن الذي أمن بالرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يخوِّنه في حفنة من القروش.
هذا بالإضافة إلى أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لم يكن يشرح هذه الآية بل كان يستدل منها على أن نظام الوصية لا يخالف الشريعة الإسلامية. وللمستدل أن يستدل من الآية بالقدر الذي يريد وليس واجبا عليه أن يشرحها بتمامها تفصيليا.
إرسال التعليق