الإعتراض : قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب إزالة الأوهام : “أنا مسيح موعود وممكن أن يجيء مسيح آخر في دمشق”

الردّ:

قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب إزالة الأوهام:

“إضافة إلى ذلك نقول أيضا بأنه إذا أُريدَ حملُ الأحاديث المختلفة التي لا تطابق حالتي في الوقت الراهن فلا ضير في ذلك أيضا. لأنه من الممكن أن يحققها الله تعالى في زمن من الأزمان بواسطة تابع كامل لي يهبه – سبحانه وتعالى – مرتبة مثيل المسيح.

ويُدرك الجميع أن تحقق بعض المهمات على يد الأتباع كتحققها على يد المتبوع. ولا سيما إذا تصبّغ بعض أتباعي بصبغتي تماما سالكين مسلك “الفناء في طاعة الشيخ”. فيهبهم الله تعالى بفضله – بصورة ظلية – مرتبة وهبنيها. ففي هذه الحالة تُعتبَر إنجازاتهم كلها كأنها إنجازاتي أنا دون أدنى شك. لأن الذي يسلك مسلكي ليس منفصلا عني. والذي يحقق أهدافي بكونه منا. فإنه داخلٌ في وجودي أنا. فيكون مشتركا في النبوءة مع المسيح الموعود أيضا. لكونه جزءا مني وغصنا من شجرة وجودي. لأنه ليس منفصلا عني. فإذا أُعطِي هذا الشخص من الله اسم “مثيل المسيح” بصورة ظلية واشترك في لقب “الموعود” أيضا. فلا ضير في ذلك. لأن الجميع موعودون لكونهم من المسيح الموعود – وإن كان المسيح الموعود واحدا – لأنهم أغصان شجرة واحدة. ومتمِّمون ومُكْملون لهدفٍ موعودٍ وحيد بسبب اتحادهم الروحاني. فتعرفونهم بثمارهم.

اعلموا أن وعود الله تعالى المتعلقة برسله وأنبيائه ومحدَّثيه تتحقق أحيانا مباشرة دون واسطة. وأحيانا أخرى تتحقق بواسطة.اعلموا أن وعود الله تعالى المتعلقة برسله وأنبيائه ومحدَّثيه تتحقق أحيانا مباشرة دون واسطة. وأحيانا أخرى تتحقق بواسطة.

إن وعود النصرة والفتوحات التي أُعطِيها المسيح ابن مريم لم تتحقق في حياته. بل تحققت بظهور نبي آخر هو سيد الأنبياء أيْ سيدنا وإمامنا محمد المصطفى خاتَم الرسل – صلى الله عليه وسلم -.

كذلك فيما يتعلق ببشارات فتح كنعان التي أُعطِيها موسى كليم الله. بل كان – عليه السلام – حيث كان قد أُعطِي وعدا بكل وضوح أنه سيأخذ قومه إلى كنعان فيملكون أرض كنعان الخضراء. ولكن هذا الوعد لم يتحقق في حياة موسى. لأنه مات في الطريق. ولكن لا يمكننا القول بأن النبوءة التي لا تزال مسجلة الآن في التوراة كانت باطلة. لأن قوة موسى وروحه قد أُعطِيها بعد وفاته تلميذُه “يوشعُ” فأنجز – بأمر من الله وبنفخه – سبحانه وتعالى – الروحَ فيه- مهمةَ موسى بواسطته ومتصبِّغًا بصبغته. فكان يوشع” بمنزلة موسى عند الله. لأنه أنجز مهمته من خلاله. وكان فانيا فناء كاملا في طاعته وحائزا على روحه من الله تعالى.

كذلك هناك نبوءات في التوراة عن سيدنا ومولانا – صلى الله عليه وسلم – لم يتحقق بعضها على يده مباشرة. بل تحققت بواسطة خلفائه الكرام الذين كانوا فانين في حبه وطاعته – صلى الله عليه وسلم -.

فلا يسع أحدا الإنكار أنه ليس ضروريا أن تتحقق الفتوحات والأمور العظيمة كلها – التي تتعلق بمبعوث من الله وتُذكَر في حُلل النبوءات – على يده هو حتما. بل الحق أن أتباعه المخلصين يُعتبَرون مثل جوارحه. فتُنسَب أعمالهم وإنجازاتهم كلها إليه. وذلك كمثل قائد الجيش بعدما يأسر العدو أو يقتله في معركة ما بمساعدة الجنود البارعين ومدبِّري الأمور. فإن تلك الإنجازات كلها تُنسَب إلى قائد الجيش. ويقال بكل بساطة: إن القائد أسر العدو أو قتله. فما دام هذا الأسلوب شائعا ومعروفا فأيّ تكلُّفٍ – إذا سلّمنا على سبيل الافتراض أن تحقق بعض النبوءات بصورتها الحرفية. أيضا ضروري – في أن نعترف أيضا إلى جانب ذلك أن هذه النبوءات سوف تتحقق لا محالة. وسيُحققها الله على أيدي أناس ينطبق عليهم حُكم وجودي أنا لكونهم فانين في سبل طاعتي الكاملة. ولتلقّيهم روحًا سماوية. (المصدر: كتاب إزالة الأوهام)

وفي هذا السياق وتأكيدا عليه قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :

إنْ قدَّمَ الشيخ المحترم (الشيح البطالوي) شبهةَ أنه قَبِل في تقريظه إمكانية أني مثيلٌ للمسيح. وكذلك قَبِل أني المسيح الموعود أيضا بصورة ظلية وروحانية. ولكن متى قَبِل أني المصداق الكامل من كل الوجوه للأنباء الواردة في الصحاح عن المسيح ابن مريم؟ فالجواب على هذه الوسوسة أنني ما ادّعيتُ قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل. بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا. ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا. وممكنٌ أيضا أن ينزل بدايةً في دمشق.
ولكن اعذُرني يا صديقي من قبول نزول المسيح ابن مريم – الذي مات – من السماء بجسده. (المصدر: كتاب إزالة الأوهام)

وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه “حمامة البشرى” :

“وقد أشير في بعض الأحاديث أن المسيح الموعود والدجّال المعهود يظهران في بعض البلاد المشرقية. يعني في ملك الهند. ثم يُسافر المسيح الموعود أو خليفة من خلفائه إلى أرض دمشق. فهذا معنى القول الذي جاء في حديث مسلم أن عيسى ينزل عند منارة دمشق. فإن النزيل هو المسافر الوارد من مُلك آخر. وفي الحديث .. يعني لفظ المشرق .. إشارة إلى أنه يسير إلى مدينة دمشق من بعض البلاد المشرقية وهو مُلك الهند.”

وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :

يعرف المؤلفون والمحققون جيدا أن بعض المشايخ المعاصرين قد اعتبروني معارضا لأفكارهم القديمة إلى حد كبير. ولكن التأمل الرصين يبرهن على أني لا أعارض أفكارهم بالقدر الذي أثاروا به ضجة. إذ ما ادّعيت إلا كوني مثيل المسيح. وكذلك ما ادّعيت أن فكرة المماثلة قد انقطعت من بعدي. بل من الممكن عندي أن يأتي في المستقبل حتى عشرة آلافٍ من أمثال المسيح مثلي. أما في هذا العصر فأنا مثيل المسيح فيه. ولا جدوى من انتظار مثيل آخر.

والواضح أيضا أن القول بإمكانية ظهور عديدٍ من أمثال المسيح ليس من بنات أفكاري فقط. بل يتبين ذلك من الأحاديث أيضا. لأنه – صلى الله عليه وسلم – قال إنه سيكون هناك نحو ثلاثين دجالا إلى نهاية الدنيا.

فمن الواضح أنه إذا كان ظهور ثلاثين دجالا ضروريا. فلا بد أن يكون هناك ثلاثون مسيحا أيضا بحكم المثل: “لكل دجال عيسى”. فمن الممكن بحسب هذا القول. بل ممكن جدا. أن يأتي في زمن من الأزمان مسيح تنطبق عليه بعض كلمات الحديث الحرفية أيضا. لأني ما جئت بحكومة دنيوية أو ملكوتها. بل جئت في حُلّة المسكنة والفقر. فما دام الحال على هذا المنوال. فأيّ إشكالية بقيت لدى المشايخ. إذ قد تتحقق أمنيتهم هذه أيضا في حين من الأحيان. غير أني لا أرى – كشفا وإلهاما وعقلا وفرقانا – تحقُّق أمنيتهم ليروا يوما من الأيام المسيح ابن مريم نازلا من السماء في الحقيقة. إذن. فإن إصرارهم على أنهم لن يؤمنوا ما لم يروا المسيح بأم أعينهم نازلا من السماء. تعنُّتٌ خطير. إن قولهم هذا يشبه قول الذين ذكرهم الله جلّ شأنه في القرآن الكريم أنهم ظلوا يقولون: {حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً} فحُرموا من الإيمان. (المصدر: كتاب إزالة الأوهام)

إذن باختصار

القول المعترض عليه قد ورد في سياق أنه لا ينبغي التمسك بأنه يجب أن تتحقق النبوءات كامة أثناء حياة الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أو على يده هو شخصيا بل يمكن أن تتحقق تلك النبوءات بعد وفاته على يد أتباعه الصادقين ولكن حين تتحقق فإنها تكون منسوبة له . وإن هؤلاء الذين ستتحقق على أيديهم تلك النبوءات سيسمون باسم المسيح أيضا لأنهم مثلاء له وليسوا منفصلين عنه.

Previous post

الإعتراض: قال ميرزا غلام أحمد القادياني : إن الإسلام بدأ كالهلال (يعني ﻧﻘﺼﺎن). ثم ﻗُـﺪّر له أن يكون في هذا القرن كاﻟﺒﺪر (يعني كامل). وإلى هذا أشار الله عز وجل “وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرࣲ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةࣱ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ” . أﻻ تدل هذه العبارة على أن ميرزا غلام أحمد القادياني ﻳﻨﺘﻘﺺ من الإسلام؟

Next post

الإعتراض: ورد في كتاب إزالة الأوهام: ” ما ادّعيتُ قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا، وممكنٌ أيضا أن ينزل بدايةً في دمشق.” فهل معنى هذا أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هو مجرد مسيح من عشرات الألوف من أمثاله ؟ وأين هم؟

إرسال التعليق