الإعتراض : قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني “إنه من غير المعقول أبدا. ومن السفاهة حقا أن يتلقى الإنسان وحيا وهو ليس بلغته أو لا يفهمه”. ثم بعد ذلك قال : من الوحي الذي أتلقاه ما يكون بلغات لا أعرفها إطلاقا مثل الإنجليزية والسنسكريتية والعبرية ونحوها”. أليس هذا تناقضًا؟

الرد:

إن التناقض المزعوم سببه قص العبارات من سياقها ولكن حين نقرأ الكلام في سياقه يتبين منه المقصود.

قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني :

ومن غير المعقول أن يكون إنسان يتحدث بلغة ويتلقى إلهاما بلغة أخرى لا يفهمها . لأنه تكليف ما لا يطاق. وما الفائدة من إلهام يفوق فهم الإنسان؟. فبحسب مبدأ آريا سماج فإن الفيدات (كتبهم المقدسة) التي نزلت على رهبانهم لم تكن في اللغة السنسكريتية التي هي لغتهم. ولم يكونوا قادرين على فهم هذه اللغة ولا الحديث بها فإلهام الله إليهم بلغة لا يعرفونها يتضمن أنه تعالى حرمهم من تعليمه هو”.

فواضح مما سبق أن استنكار الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني تلقي وحي بلغة لا يعرفها الملهم إنما يتعلق بوحي الكتاب السماوي. أي الوحي الذي يشمل الأحكام والعقائد الرئيسية. ولا يتناقض قوله هذا مع أن ينزل الله عبارة أو بضعة عبارات بلغة أخرى من باب إعجازي. كما لا يتنافى مع أن ينزل الله تعالى وحيا بلغة الملهم ولكن لا يفهم تأويل الوحي ساعة نزوله إنما يفهم بعد زمن طويل في الوقت المناسب . وهذا النوع الثاني من الوحي المقصود في كلام الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أنه يجوز أن ينزل بلغة لا يفهمها الملهم أو لا يفهم تأويله فورا ليس وحي كتاب سماوي. انما وحي المبشرات والنبوءات المستقبلية.

إرسال التعليق