الإعتراض : هل الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان ﻣـﺪمنا على ﺗﻌـﺎﻃﻲ اﻷﻓﻴـﻮن، وكان ﻳﻨﺼﺢ الناس ﺑﺘﻌﺎﻃﻴﻪ؟
الردّ:
هذا من الكذب لفاﺣﺶ
فيما يلي رواية من الروايات التي ﻳﺜيرها أعداء الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني وردت في كتاب سيرة المهدي.
قال ميرزا ﺑﺸير أحمد ، وهو اﺑﻦ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : حدﺛني الدﻛﺘﻮر مير محمد اسماﻋﻴـﻞ بأن اﻷدوية التي كان ﻳـﻀﻌﻬﺎ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في ﺻـﻨﺪوﻗﻪ دائما هي كما يلي:
من اﻷدوية اﻹنجليزية التي كانت عندﻩ: كوﻧين – اﻳﺴتن ﺳيروب – ﻓﻮﻻد – أرﻛﺖ – واﻳﻨﻢ اﺑﻴﻜﺎك – كوكا – مرﻛﺒـــﺎت كوﻻ – ﺳـــبرت أموﻧﻴـــﺎ – بيد ﻣـــﺴﻚ – ﺳـــترﻧﺲ واﻳـــﻦ أوف كادﻳﻮر أويل – ﻛﻠﻮرودين كاكل – بل ﺳﻠﻔﻴﻮرك – اﻳﺴﺪ أيروﻣﻴﺘﻚ – سكاﺋﺲ ايملشنز
ومن اﻷدوية اليونانية التي كانت عندﻩ: ﻣــﺴﻚ – ﻋﻨــبر – كاﻓﻮر – ﻫﻴﻨــﻚ (الحلتيت)-2 جدوار، وكذلك كان ﻳﺼﻨﻊ ب نفسه دواء اسمه “ترياق إلهي” وكان يقول أن الحلتيت هو ﻣﺴﻚ للفقراء، وكان يقول أنه ﺗﻮجد ﻓﻮائد ﻃﻴﺒﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ وغرﻳﺒﺔ في اﻷﻓﻴـﻮن، ﻓﻸجل ذلك ﻳـﺴﻤﻴﻪ اﻷﻃﺒـﺎء “ترياق”، وكان ﻳـــﺴﺘﻌﻤﻞ بعض اﻷدوية ﻟﻨﻔـــﺴﻪ، والبعض للناس الآخرﻳﻦ الذين كانوا يأﺗﻮن إليه ﻟﻠﻌـــﻼج وأﺧـــﺬ الدواء.”
وهناك روايات أخرى مماثلة لها، وقد ذﻛُـﺮت فيها وصفات ﻃﺒﻴـﺔ مختلفة ﻷمراض ﺷـتى، وبناء على هذه الوصفات اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻳـﺘﻬﻢ أعداء الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هذه اﻻتهامات اﻟـﺴﺨﻴﻔﺔ التي ﻻ تدل إﻻّ على ﻏﺒﺎوتهم وأﺣقادهم.
ويعلم هؤلاء المعارضون تماما أنه منذ 150 عاما لم يكن ﻳﺘﻮاجد أي ﻣﺴﺘـــﺸﻔﻰ في قاديان وﻻ حولها في ﻣﻨﻄﻘـﺔ يبلغ ﻗﻄﺮها خمسين ﻛﻴﻠـﻮﻣترا. وكانت تلك المنطقة ﻣﺘﺨﻠﻔـﺔ تخلفا ﺷـﺪيدا، وأﻏﻠـﺐ سكانها كانوا يأﺗﻮن إلى ميرزا غلام مرﺗــﻀﻰ. والد الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﻟﻠﻌــﻼج واﻻﺳﺘــﺸﻔﺎء، حيث إنه كان ﻃﺒﻴﺒﺎ حاذقا، وكان يعالج الناس مجانا، وبعد وفاته جاءوا إلى الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني . ومن سمات أﺳﺮة الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن أفرادها يحبون اﻟﻄﺒﺎبة ﺧﺪمة لبني البشر.
ومن المعلوم أنه قبل 150 عاما لم تكن المنومات الحديثة ﻣﻌﺮوﻓـﺔ، ولم يكن غير اﻷﻓﻴـﻮن أو بعض اﻷﻋﺸﺎب ال مماثلة في تلك المنطقة، وكان اﻷﻃﺒﺎء والحكماء ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮن أجزاء من اﻷﻓﻴـﻮن في الدواء ﻟﻌﻼج المريض وﺗﻨﻮيمه، كما ﺗُﺴﺘﻌﻤﻞ في اﻟﻌﺼﺮ الحاضر المواد المنومة كالمورفين والفالمفين وإﻳﻜـﺎﻣﻐين في اﻷدوية والمستشفيات ﻟﻌﻼج المرضى. وﻳﺘناول المشائخ والمتدينون وغيرهم تلك اﻷدوية وﻻ يخطرعلى بالهم ﺑﺘﺎتا أنهم ﻳﺘﻌﺎﻃﻮن المخدرات.
وخلاﺻﺔ القول أن اﻷﻃﺒﺎء كانوا ﻳﺼﻨﻌﻮن اﻷدوية من اﻟﻨﺒﺎتات واﻷﻋﺸﺎب والجذور والحبوب، وكانوا يخلطون تلك المرﻛﺒّﺎت مع أدوية أخرى، وكانوا أحيانا ﻳـﻀﻴﻔﻮن جزءا من اﻷﻓﻴـﻮن إلى هذه اﻷدوية لمداواة المرضى ومعالجتهم ﺣـﺴﺐ أنواع أمراﺿـﻬﻢ. وﻻ ﻳﻐﻴـﺐ عن البال أنه في تلك اﻟﻔـترة لم يكن هناك من قانون يحرم تداول هذه اﻟﻌقارات أو يمنع اﺳــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ، وحتى في ﻋــﺼﺮنا هذا.. ﻳُــﺴﻤﺢ فقط ﻟــﺸﺮكات ﺗــﺼﻨﻴﻊ اﻷدوية اﻟﺘﻌﺎمل في بعض المواد المخدرة المحظور اﺳــﺘﻌﻤﺎلها على الجمهور، وذلك ﻷن إﺿﺎﻓﺔ تلك المواد المخدرة إلى بعض اﻷدوية ﻳﻌﺘبر أمرا هاما وﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻀﺮورة.
إباﺣﺔ اﻟﻤﺤﺮمات عند اﻟﻀﺮورة
ﻻ ﻳﻜﺎد يجهل أحد اﻟقاعدة اﻟﻔﻘﻬﻴﺔَ التي ﺗﻨﺺ على أن اﻟﻀﺮورات ﺗﺒﻴﺢ المحظورات، وهي ﻣﺒﻨﻴﺔ على قوله تعالى: “إنَّمَا حَرَّمَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِیرِ وَمَاۤ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَیۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَیۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَلَاۤ إِثۡمَ عَلَیۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ”(اﻟﺒﻘـﺮة :173) وقد ورد في روح المعاني ﺗﻔــﺴيرا ﻟﻶية المذكورة يقول: ” واﺳﺘُﺪل ﺑﻌﻤﻮم اﻵية على جواز أكل المضطر ﻣﻴﺘـﺔ الخنزير واﻵدﻣـﻲ خلافا لمن منع ذلك…. فلا إثم عليه، أي في ﺗناوله، بل ربما يأثم ﺑــــترك اﻟﺘناول” (ﺗﻔــــﺴير روح المعاني ﻟﻸلوﺳــــﻲ؛ ج2،ص42)
وكتب سيد ﻗﻄﺐ ﺗﻔﺴيرا لهذه اﻵية فقال:
” وهو مبدأ عام ﻳﻨــﺼﺐ هنا على هذه المحرمات، ولكنه ﺑﺈﻃﻼﻗــﻪ ﻳــﺼﺢ أن ﻳﺘناول سواها في ساﺋﺮ المقامات، فأيما ﺿـــــﺮورة ﻣﻠﺠﺌـــــﺔ يخـــــﺸﻰ منها على الحياة”… (في ﻇـــــﻼل القرآن؛ ج1،ص 222)
باﺧﺘــﺼﺎر: ﻳــﺴﻤﺢ القرآن الكريم بأكل الميتة ولحــﻢ الخنزير في الحالات اﻻﺿــﻄﺮارية، وﻻ ﺳــﻴﻤﺎ إذا اﺿـــﻄﺮ الإنسان ﻹﻧقاذ حياته، وذلك ﻋﻤـــﻼ باﻟقاعدة الشرﻋﻴﺔ التي تقول: إن اﻟـــﻀﺮورات ﺗﺒـــﻴﺢ المحذورات.
لم ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني اﻷدوية المذكورة إﻻّ ﺑﻐﺮض ﻋـﻼج الناس وﺗﻄﺒﻴـﺒﻬﻢ، ولم ﻳـﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ إﻻ في أحوال اﻟﻀﺮورة.
إرسال التعليق