الإعتراض : قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في كتاب (المسيح اﻟناصري في الهند) بأن اﻟﺒــﻮذﻳين ﺗﻌﻠﻤــﻮا الرﻫﺒﻨــﺔ من المسيح، ولكن أليس النصارى هم من اﺑﺘﺪع الرﻫﺒﻨﺔ؟

الردّ:
إن أﺻـــﻞ الرﻫﺒﻨـــﺔ في المسيحية ﻳـــﺸﺎبه اﻟﺘـــﺼﻮف في الإسلام. وﻻ شك أن النصارى قد اﺑﺘـــﺪعوها نتيجة اﺗّﺒــﺎﻋﻬﻢ ﻟﻠﻤــﺴﻴﺢ عيسى ابن مريم – عليه السلام – ومتأﺛﺮﻳﻦ ﺑﺸﺨــﺼﻴﺘﻪ؛ حيث كان عازفا عن الدنيا وزﻳﻨﺘﻬــﺎ وﻣﻬﺘﻤــﺎ ﺑﺼﻠﺘﻪ باﷲ تعالى وﺑﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ، وﻟﻜﻨﻬﻢ لم يرعوها حق رعاﻳﺘﻬﺎ، وﺗﻄﺮﻓﻮا فيها ﺑﺸﻜﻞ يخالف الفطرة. إذ يقول الله تعالى: “ثُمَّ قَفَّیۡنَا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّیۡنَا بِعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَ وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡإِنجِیلَۖ وَجَعَلۡنَا فِی قُلُوبِ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُ رَأۡفَةࣰ وَرَحۡمَةࣰۚ وَرَهۡبَانِیَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَـٰهَا عَلَیۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَاۤءَ رِضۡوَ ٰ⁠نِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَایَتِهَاۖ فَـَٔاتَیۡنَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ” (الحديد:27).
واﻟﺒﻮذﻳــﻮن على ما ﻳﺒــﺪو قد تأﺛﺮوا هم أيضا ﺑﺸﺨــﺼﻴﺔ المسيح عيسى ابم مريم – عليه السلام – بعد هجرته إلى بلدهم ، واﺑﺘــﺪعوا رهبانية أكثر ﺗﻄﺮفا من الرهبانية المسيحية. ﻓﻴــــﺼﺢ أن نقول إنهم قد ﺗﻌﻠﻤﻮها من المسيح، ولكنه ﺑــــﺮيء من ﺗﻄــــﺮفهم وانحرافهم بها.

Previous post

الإعتراض:يذكر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن له مليون آية، ﻓﻤـﺎ هي هذه اﻵيات؟ وهل ﻳﻌﻘـﻞ ذلك العدد من اﻵيات؟

Next post

الإعتراض : ما معنى هذه العبارة التي قالها الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “اعلموا أن الختمية أﻋﻄﻴـﺖ من اﻷزل لمحمد صلى الله عليه وسلم ثم أﻋﻄﻴـﺖ لمن ﻋﻠﻤـﻪ روﺣـﻪ وجعله ﻇﻠـﻪ ﻓﺘﺒـﺎرك من ﻋﻠّـﻢ وﺗﻌﻠّـﻢ. فإن الختمية الحقيقية كانت مقدرة في اﻷلف السادس، الذي هو يوم سادس من أيام الرحمن” (الخطبة اﻹلهاﻣﻴـﺔ) أﻻ يعني هذا أنه يرى نفسه صاﺣﺐ الختم، وأنه أفضل الأنبياء؟

إرسال التعليق