الإﻋﺘﺮاض : إن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني يهاﺟﻢ خصوﻣﻪ ﺑﻘـﺴﻮة، وهذا ﻳﺘنافي مع وجوب الدعوة بحكمة وموﻋﻈـﺔ ﺣﺴﻨﺔ.
الردّ:
لقد ردّ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني على تهمة إساءته إلى العلماء الصالحين، قاﺋﻼ: “ﻧﻌﻮذ ﺑﷲ من ﻫﺘﻚ العلماء الصالحين وقدحِ الشرفاء المهذّبين، سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو اﻵرية، بل ﻻ ﻧــﺬكر من ﺳﻔﻬﺎء هذه اﻷﻗﻮام إﻻ الذين اﺷﺘﻬﺮوا في ﻓﻀﻮل الهذر والإعلان باﻟـﺴﻴﺌﺔ، والذي كان هو ﻧﻘـﻲ اﻟﻌِﺮض ﻋﻔﻴﻒَ اﻟﻠﺴﺎن، فلا ﻧﺬكرﻩ إﻻ بالخيروﻧُﻜﺮﻣﻪ وﻧُﻌﺰّﻩ ونحبّه كاﻹﺧﻮان”. (المصدر: كتاب لجة النور)
إن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﻳﻔــﺮق بين كافر عاتٍ وكافر عادي في غير ذلك أيضًا، ﻓﻔــﻲ ﻣــﺴﺄلة عذابهم الدﻧﻴﻮي قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : ” وداﻓـــﻊَ الله عن عبدﻩ ﻛـــﻞّ ما مكروا، ولو كان مكرهم ﻳﺰيل الجبال، وأنزل على ﻛﻞّ ﻣﻜّﺎرٍ ﺷﻴﺌًﺎ من اﻟﻨﻜﺎل. وﻛلّ من دعا على عبدﻩ ردّ عليه دعاءﻩ، “وَﻣَـﺎ دُﻋَـــﺎء اﻟْﻜَـــﺎﻓِﺮِﻳﻦَ إِﻻ في ﺿَـــﻼَلٍ” . وأﻫﻠـــﻚ أكاﺑﺮهم عند المباهلة ﻣﺘﻌﻄّﻔًـــﺎ على اﻟـــﻀَّﻌَﻔﺔ، حميمًا بالذﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن حقيقة الحال. (المصدر: كتاب اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء).
إن هذا كله مصداق ﻟﻘﻮله تعالى : “وَلَا تُجَـٰدِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡۖ وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَ ٰحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ” وقوله تعالى: “فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِیغࣰا”.
ولقد وﺻــﻒ الله تعالى بعض ﻋﺘــﺎة اﻟﻜﻔــﺮ ﺑﻘﻮله : “عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ زَنِیمٍ”، وﺑﻘﻮله: “تَبَّتۡ یَدَاۤ أَبِی لَهَبࣲ وَتَبَّ”
يقول الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “وليكن معلوما أيضا مع أنكم ستجدون بعض الكلمات القاسية في كتبي، وقد تستغربون هذه القسوة .. ولكن سرعان ما يزول هذا الاستغراب حين تقرأون منظومه ومنثوره البذيء للغاية؛ فقد تجاوز هذا الشقي في بذاءة اللسان وكيل الشتائم كل الحدود، ولا أظن أن أبا جهل استخدم لسانا بذيئا إلى هذه الدرجة ضد النبي – صلى الله عليه وسلم -، بل أقول يقينا إنه لا يمكن العثور على عدو استخدم لسانا بذيئا مثل سعد الله ضد أي نبي من أنبياء الله الذين جاءوا إلى الدنيا. إنه لم يدخِّر جهدا في أي نوع في العداوة والبغضاء، وقد لا يعرف السَفَلَة من الناس أسلوبا بذيئا للشتائم مثله. فكان يستخدم أقسى الكلمات وأبذأ الشتائم وبكل وقاحة .. متخليا تماما عن الحياء بحيث لا يجاريه أحد في تلك الطبيعة الخبيثة، إلا الذي وُلد من بطن أمه بطبيعة ملوثة. إن أولاد الأفاعي أفضل من مثل هؤلاء الناس. لقد صبرت كثيرا على بذاءة لسانه وتمالكت نفسي ولكنه حين تجاوز جميع الحدود وانهار سدُّ بذاءته الباطنية .. استعملتُ بحسن النية كلمات كانت في محلها. لا شك أن تلك الكلمات كما ورد فيما سبق قاسية بعض الشيء ولكنها ليست من قبيل الشتائم بل تطابق الواقع، وكُتِبت عند الضرورة تماما. لا شك أن كل نبي كان حليما، ولكن كل واحد منهم اضطُرّ لاستخدام مثل هذه الكلمات في حق أعدائه نظرا إلى واقع الأمر. فمثلا كم يدّعي الإنجيل تعليما ليِّنًا، ومع ذلك وردت في الأناجيل نفسها عن الكتبة والفريسيين وعلماء اليهود كلمات مثل المخادعين، والمكارين، والمفسدين وأولاد الأفاعي والذئاب وذوي الطبائع السيئة، والبواطن الفاسدة، وأن المومسات يدخلن الجنة قبلهم.
كذلك وردت في القرآن الكريم كلمة “زنيم” وغيرها. فالظاهر من ذلك كله أن الكلمة التي تُستخدَم في محلها لا تُعدُّ من الشتائم. لم يسبق نبي من الأنبياء بكلام قاسٍ، بل عندما بلغت بذاءة لسان الكفار الخبثاء ذروتها عندئذ استخدموا تلك الكلمات بوحي من الله أو بإذنه.
وهكذا تماما جرت عادتي مع معارضيّ، وليس لأحد أن يثبت أني سبقت أحدا من المعارضين بكلام قاسٍ قبل استخدامه هو كلاما بذيئا. عندما تجاسر المولوي محمد حسين البطالوي وتشدق، وسماني دجالا، وأملى فتوى التكفير ضدي، ودفع مئات المشايخ من منطقة البنجاب والهند ليشتموني، وليعتبروني أسوأَ من اليهود والنصارى، وسمّاني كذابًا ودجالا، مفتريًا، مخادعًا، مراوغًا، فاسقًا، فاجرًا وخائنًا، عندها ألقى الله تعالى في رُوعي أن أدافع عن نفسي ضد تلك الكتابات بحسن النية. لستُ عدوًّا لأحد بدافع الثوائر النفسانية، بل أودُّ أن أحسن إلى الجميع، ولكن ماذا أفعل إذا تجاوز أحدٌ الحدودَ كلها؟ وإني لآمل العدل من الله – سبحانه وتعالى -. وقد آذاني هؤلاء المشايخ إيذاء كثيرًا، بل إلى حد لا يطاق، وجعلوني عرضة للاستهزاء والسخرية في كل شيء. فماذا عسى أن أقول إلا: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}”. (المصدر: كتاب حقيقة الوﺣﻲ)
إن وﺻﻒ القرآن الكريم ﻟﻠﻜﻔﺎر باﻷﻧﻌﺎم والدواب والقردة والخنازير ﻻ ﻳﻜﺎد يُجهل.
إرسال التعليق