الإعتراض : ﻳقال إن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد أهان المسيح واستهزأ بمعجزاته. ﻓﻤــﺎ صحة ذلك؟ ومن عباراته: “إن نبوءات هذا الرجل اﻟﻌﺎجز – ﻳﺴﻮع – كانت غاﻟﺒًﺎ عن زﻻزل ومجاعات وﺣـﺮوب. .. لماذا ﻳﻌﺘبر بني إﺳﺮاﺋﻴﻞ هذه اﻷشياء التي تتحدث عادة أنها نبوءات؟”(كتاب سفينة نوح)
الردّ:
لقد ورد هذا اﻻﻗﺘﺒﺎس في سياق ﻧقد ﻳﺴﻮع ﺣﺴﺐ ما قد وُﺻـﻒ في اﻷناجيل، و ليس عن المسيح الناصري عيسى ابن مريم عليه السلام .
وﻻ بد من معرفة ﺧﻠﻔﻴﺔ هذه العبارات..
لقد وردت هذه الفقرة في كتاب (عاﻗﺒﺔ آتهم)، وهو كتاب للإمام ميرزا غلام أحمد القادياني وﺿّﺢ فيه كيف تحققت النبوءة ﺑﺸﺄن موت اﻟﻘﺴﻴﺲ آتهم، ذلك الذي كان ﻳﻄﻴﻞ ﻟﺴﺎنه ضد ﻧﺒﻴنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تلك النبوءة التي أثار النصارى وبعض المسلمين عليها ﻟﻐﻄـﺎ ﻃـﻮﻳﻼ، زاﻋﻤـين أنها لم تتحقق.. وهذا الكتاب كان بلغة اﻷردو في جزء منه، وبالعربية في جزء آخر، كما ﺿـــﻢّ بعض اﻟﻘـــﺼﺎئد الجميلة، ﻛﺘﻠﻚ التي ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ:
تذكرتُ موتَ دجالٍ رُذال… وﻗﻮد النار آَتم ذي الخبال
أتاﻩ الموت بعد كمال دﺟْﻞٍ…. وإﻧﻜﺎر وﻣﻜﺮٍ في المقال
وﻛﺘﻠﻚ التي ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ:
ﻋﻠﻤﻲ من الرحمن ذي اﻵﻻء… باﷲ ﺣﺰت اﻟﻔﻀﻞ ﻻ بدهاﺋﻲ
وقبل هذه العبارات كتب الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني: “ﺳﺄﻟني ﺷﺨﺺ ما هي اﻵيات التي ظهرت تأييدا لدعواك؛ التي باﻹمعان فيها ﻳﺴﺘﻴﻘﻦ الباﺣﺚ أنها من عند الله و ليس من ﺻﻨﻊ البشر”؟ ثم أخذ الإمام المهدي (المسيح الموعود) ميرزا غلام أحمد القادياني -عليه السلام يبين أن اﻵيات ﻻ يؤمن بها كثير من الناس، بل ﻳﻄـﺎﻟﺒﻮن النبي ﺑﺂيات، ثم يكذبونها بعد أن يروها.
ثم أﺧــﺬ ﻳﻌــﺪد بعض آيات صدﻗﻪ؛ مثل أنه قد ﺑُﻌــﺚ على رأس المائة، وأنه ﺑُﻌــﺚ في وقت ﻏﻠﺒــﺔ النصارى، وجاء ليﻜﺴﺮ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺣﺴﺐ نبوءات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم تحققت نبوءاته، حيث قال إنه كان خامل الذكر ﻻ يأتي إليه أحد وﻻ يعرﻓﻨــﻪ أحد فأوحى الله إليه أنه سيكون مرﺟــﻊ الخلائق وﺳــﻴﺬاع صيته، ثم ذكر عددا من الإلهامات التي قال إنها ﻣﺘﻌﻠﻘــﺔ بآتهم.
ثم قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “كانت النبوءة ﺗﺘﻀﻤﻦ الرجوع إلى الحق الذي اﺳﺘﻔﺎد منه آﺗْـﻬَﻢ، ﻷنه ﻇﻞ ﻣﺘﺨﻮفا من تحقق النبوءة إلى آخر اﻷيام، حتى أﺻــﺒﺢ من الخوف كالمجــﺎنين، فأﺧّﺮَ الله تعالى تحقق النبوءة بحسب وعدﻩ، وكان النصارى يعرﻓﻮن جيدا أن آتهم أﺻﺒﺢ ﺷﺒﻪ ﻣﻴﺖ بسبب ﺧﻮﻓﻪ من النبوءة، ولم يحلف ولم ﻳـﺮُدّ ما ﻃﻠـﺐ منه، ثم شمـﺮ اﻟﻘـﺴﺎوﺳﺔ عن سواعدهم مرة أخرى متأﺑﻄين شرا، وﻇﻠـﻮا ﻳﻔﺮحون ويمرحون في أﻣْﺮِﺗْﺴَﺮ وﻣﺪن أخرى كثيرة، وأﻋﻠﻨﻮا أن اﻟﻐﻠﺒـﺔ كانت ﺣﻠـﻴﻔﻬﻢ، وأنهم قد أظهروا ﺧﺒـﺜﻬﻢ وﺳــﺒﻮني ﺑﻘــﺴﻮة، فكان الله تعالى قد أﺧــبرني قبل 15 سنة أن النصارى ﺳــﻴﺜيرون ﻓﺘﻨــﺔ، وهذا ما حدث. وحالفهم المشايخ ذوو الصفات اليهودية، ﻓﻔـﻲ نهاية هذه النبوءة كان الله تعالى قد قال: قل رب أدﺧﻠـني ﻣـﺪﺧﻞ صدق. وهذا ما حدث واﻗﻌـﺎ، وآتهم- كما ورد في أكثر من إلهام- نال ﺣﺘﻔﻪ بسبب وقاﺣﺘﻪ خلال ﺳﺒﻌﺔ أشهر من الإعلان اﻷخير .”
ثم قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “اﻧﻈﺮوا إلى عظمة هذه اﻵية.. إنها ليست آية بل آيتان
1- أنه قد أﺧبر عن ﻓﺘﻨﺔ النصارى قبل 15 عاما
2- أن آتهم قد مات بحسب النبوءة الثانية
عند ذلك كتب الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني في الحاشية ما يلي:
• “أحد عبدة اﻷموات (المسيحيين) اسمه ﻓـﺘﺢ مسيح… قد أظهر وقاﺣﺘـﻪ ﻷول مرة حين بعث إّلي رسالة ﻣﻠﻴﺌﺔ باﻟﺴﺒﺎب واﻟﻜﻼم اﻟنابي، ثم أظهر وقاﺣﺘﻪ مرة أخرى وذكر فيها أن النبوءة عن آتهم لم تتحقق، في حين أننا أوردنا أدلة كثيرة عن تحقق هذه النبوءة في ﻛﺘﺒنا: أنوار الإسلام، وﺿﻴﺎء الحق،وعاﻗﺒــﺔ آﺗْـﻬَــﻢ، وقد ذكرنا اﻵن أيضا بأن أساس هذه النبوءة لم ﻳﻮﺿــﻊ اليوم، بل وﺿــﻊ قبل 15 سنة. وقد جاء ذكرﻩ المفصل في كتاب (البراهين الأحمدية، ص241)، ﻓﺘﺤﻘﻴـﻖ النبوءة بهذا الوضوح ليس من ﻋﻠـﻢ الإنسان، فلو أخرجوا ﻟنا نبوءة واحدة ﺗـﺴﺎوي هذه النبوءة من جملة نبوءات ﻳـﺴﻮع إله المسيحيين الميت، ﻓﻨﻜﻮن جاﻫﺰﻳﻦ لدﻓﻊ أي غرامة.”
• ” إن نبوءات هذا الإنسان اﻟﻌــﺎجز كانت ﺗﻘﺘــﺼﺮ على حدوث الزﻻزل ووﻗــﻮع المجاعات وﻧــﺸﻮب الحروب، ﻓﻠﻌﻨﺔ الله على ﻗﻠﻮب اتخذوا من هذه النبوءات دليلا على ألوﻫﻴﺘـﻪ، واتخذوا ﻣﻴﺘـﺎ إلهـﺎً لهم. أﻻ تحدث الزﻻزل دائما؟ أﻻ ﺗﻘﻊ المجاعات بين حين وآخر؟ أﻻ ﺗﻈﻞ الحروب قاﺋﻤـﺔ هنا أو هناك؟ ﻓﻠﻤــﺎذا ﻳُــﺴﻤّﻲ هذا اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟﻐــﱯ هذه اﻷمور اﻟﺒــﺴﻴﻄﺔ نبوءة؟ فقط ﻷن اليهود قد أزﻋﺠــﻮﻩ (ﻣﻄﺎﻟﺒين ﺑﺂية). وعندما ﻃﻠﺒﺖ منه المعجزة قال ﻳﺴﻮع: “جيل شرير ﻳﻄﻠﺐ آية….”
وﻧﻜـﺮر ما ﻗﻠناﻩ: ما قاله الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان من باب المحاجّة فقط، وهو ﻳﻘﺪّر المسيح الناصري عيسى ابن مريم – عليه السلام- كل التقدير، ولكنه ﻳﻨﺘقد ﻳﺴﻮع الإنجيلي من باب إﻓﺤﺎم اﻟﻘﺴاوسة.
إرسال التعليق