الإعتراض : ما معنى هذا الوﺣﻲ “أنت من ماﺋنا، وهم من ﻓﺸﻞ”؟

الردّ:
لقد شرح الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني نفسه هذا اﻹلهام، حيث قال: ” إن المراد من الماء في قوله تعالى “أنت من مائنا وهم من فشل” هو ماءُ الإيمان وماء الاستقامة وماء التقوى وماء الوفاء وماء الصدق وماء الحب الإلهي الذي يوهب من الله – سبحانه وتعالى -، والفشلُ هو الجبن الذي يأتي من الشيطان، وأساس كل إلحاد وسيئةٍ الجبنُ والخوف، فحين تختفي قوة الاستقامة فإن الإنسان يميل إلى الذنب. باختصار؛ إن الفشل من الشيطان، أما ماءُ العقائد الصالحة والأعمال الحسنة فمن الله – سبحانه وتعالى ” (المصدر: كتاب عاﻗﺒـــﺔ آتهم ، الحاشية)
وهكذا ﻳﺘﻀﺢ أن المقصود من كلمة “ماء” هو ماء اﻹيمان.. ماء التقوى.. ماء اﻻﺳـﺘقامة.. ماء الوفاء الذي ﻳُﻨـﺰله سبحانه وﻳﻬﺒﻪ للإمام ميرزا غلام أحمد القادياني من فضله ورحمته. وحيث إنه قد أُوَتي هذا الماء الرﺑّﺎني، فإنه بدورﻩ يروي به خلق الله . ومن المعروف أن الله تعالى قد قال: “وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ كُلَّ شَیۡءٍ حَیٍّۚ أَفَلَا یُؤۡمِنُونَ” (الأنبياء:30)
فاﷲ سبحانه قد خلق الماء وأحيا به كل شيء، وقد ﺷﺒّﻪ الكفار باﻷموات والمؤمنين باﻷحياء، ﻷن المؤمنين ﻳﺘﻠﻘّــﻮن ماء الوﺣﻲ الذي ﻳُﻨـــﺰله الله تعالى على أنبياءه، ﻓﻴنالون الحياة عن طريق هذا الماء الرباني، ولذلك ﺷﺒّﻪ الله تعالى الوﺣﻲ بالماء فقال: “ویُنَزِّلُ عَلَیۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ لِّیُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَیُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ وَلِیَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَیُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ” (الأأنفال : 11).
والمقصود من كلمة “ﻓــﺸﻞ” هو الجــبن والخيبة والخــﺴﺮان واﻟــﻀﻌﻒ الذي يأتي من الشيطان، ومن المعروف أن أولئك الذين ﻳُﻌـــﺎدون الأنبياء والخلفاء واﻟـــﺼﻠﺤﺎء ﻻ ﻳـُــﺼﻴﺒﻬﻢ إﻻ اﻟـــﻀﻌﻒ والخـــﺴﺮان نتيجة ﻟﻠﺠبن والخيبة التي ﺗنالهم من الله تعالى الذي قال:
• “سَأُلۡقِی فِی قُلُوبِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعۡبَ” (الأنفال:12)
• “إِنَّ كَیۡدَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ كَانَ ضَعِیفًا” (النساء:76)
• “وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا” (النساء:119)

إرسال التعليق