الإعتراض : لماذا ﺗﻠﻘــﻰ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بعض الإلهامات في آيات قرآنية؟ هل ﻳﺘﻨــﺰّل القرآن ثانية؟ أم هو وﺣﻲ ﻣﺴﺮوق؟
الردّ:
إن ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ الوﺣﻲ اﻟنازل على الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﻵيات قرآنية إنما هو أمر ﻃﺒﻴﻌـﻲ ﺗﻘﺘـﻀﻴﻪ ﺗﺒﻌﻴﺘـﻪ للنبي صلى الله عليه وسلم، مع اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ إلى أن الوﺣﻲ الذي على هذه اﻟـﺸﺎﻛﻠﺔ قد جاء ليفيد ﺑـﺸﺎرات تتعلق ﺑﺰمان الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني، أو أحداث خاصة ومواﻗـــﻒ مرت معه. وسماع آيات قرآنية أو قراءتها في الرؤى؛ أمر تمتليء به كتب ﺗﻔﺴير الرؤى التي ﺗﻔﺴﺮ قراءة كل سورة ﺑﺒﺸﺮى ﻣﻌﻴﻨﺔ.
وﻻ شك أن الوﺣﻲ الذي يأتي على صورة آية من القرآن يمتاز ﺑﻌﻈﻤﺔ خاصة، وفيه تشرﻳﻒ لمن نزل عليه، ومن ﻳﺴﺘﺤﻖ ذلك أكثر من الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني؛ الخادم المخلص واﻟﺘﺎﺑﻊ الكامل للنبي. ومن هذا المنطلق قال بعض علماء الأمة ﺑﻨـﺰول بعض آيات القرآن الحكيم مرة أخرى على بعض الأولياء من هذه الأمة التي ﺟﻌﻠﻬﺎ الله تعالى خير أمة أﺧﺮِﺟَﺖ للناس.
قال محيي الدين ﺑﻦ اﻟﻌﺮبي رحمه الله:
• “… أﻣّﺎ اﻹﻟقاء ﺑﻐير اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ فليس بمحجور، وﻻ التعرﻳﻔﺎت الإلهية ﺑﺼﺤﺔ الحكم المقرر أو ﻓﺴﺎدﻩ، وكذلك ﺗﻨـﺰّل القرآن على ﻗﻠﻮب الأولياء ما اﻧﻘﻄـﻊ مع كونه محفوظا لهم، ولكن لهم ذوق اﻹنزال، وهذا ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ….” (المصدر: اﻟﻔﺘﻮحات المكية؛ ج2، ص.287 )
• “… إن القرآن، وكل كلام؛ ﻳُﻨــﺰّل على اﻟﺘـﺎﻟين والمتكلمين في حال ﺗﻼوتهـﻢ وكلاﻣﻬـﻢ، ولوﻻ ذلك ما ﺗﻠﻮا وﻻ ﺗﻜﻠﻤﻮا….” (المصدر: كتاب اﻟﻔﺘﻮحات المكية؛ ج2، ص771)
• ” … وﻓﻴنا من يأﺧــﺬﻩ – أي الحُكم – عن الله، ﻓﻴﻜــﻮن خليفة عن الله ﺑﻌﻴــﺪ ذلك الحكم، ﻓﺘﻜــﻮن المادة- من حيث كانت المادة- ﻟﺮسوله صلى الله عليه وسلم؛ فهو في الظاﻫﺮ ﻣﺘّﺒــﻊ لعدم مخاﻟﻔﺘــﻪ في الحكم..”… (المصدر: كتاب ﻓﺼﻮص الحكم)
وقال اﻟﺴﻴﺪ عبد اﻟقادر الجيلاني رحمه الله: ” … ثم ﺗُﺮﻓَــﻊُ إلى الملك اﻷﻛـــبر ﻓﺘُﺨﺎﻃَــﺐ ﺑــــ “إﻧــﻚ اليوم لدينا ﻣﻜـــين أﻣــين.” (المصدر: كتاب ﻓﺘـــﻮح اﻟﻐﻴــﺐ؛ رﻗـــﻢ المقالة 28 )
ومن المعلوم أن هذه العبارة التي ذكرها اﻟــﺴﻴﺪ عبد اﻟقادر الجيلاني قد وردت في اﻵية (55) من سورة ﻳﻮسف. وقد ورد في شرح ﻓﺘـﻮح اﻟﻐﻴـﺐ – الفارﺳـﻲ- بأن الله قد أوﺣـﻰ إلى اﻟـﺴﻴﺪ عبد اﻟقادر الجيلاني ﺑﻘﻮله: “واﺻـﻄﻨﻌﺘﻚ ﻟﻨﻔـﺴﻲ”، وهذه أيضا آية قرآنية وردت في سورة ﻃـﻪ آية رقم 41
وقال اﻟﺴﻴﺪ ﺧﻮاجه مير درد الدﻫﻠﻮي بأن اﻵيات القرآنية اﻟﺘﺎلية قد نزلت عليه أيضا: “ﻻ ﺗﺘﺒﻊ أهواءهم واﺳﺘﻘﻢ كما أمرت – قل ﺣﺴﱯ الله – إن كثيرا من الناس ﻟﻔﺎﺳﻘﻮن – أﻓﺤﻜـﻢ الجاﻫﻠﻴﺔ ﻳﺒﻐﻮن – من أحسن من الله ﺣﻜﻤﺎ ﻟﻘﻮم يؤمنون.” (المصدر: كتاب تحدﻳﺚ ﻧﻌﻤﺔ الرب؛ ص61-62)
وجاء عن اﻟﺴﻴﺪ أبي ﻳﺰيد اﻟﺒِﺴﻄﺎﻣﻲ رحمة الله عليه في كتاب تذكرة الأولياء ما معناﻩ بأن اﻟـﺴﻴﺪ أبا ﻳﺰيد اﻟﺒـﺴﻄﺎﻣﻲ صلى ﺻـﻼة اﻟﻔﺠـﺮ وﺗﻮﺟّـﻪ إلى الناس وقال لهم: “إني أنا الله ﻻ إله إﻻّ أنا فاعبدون” فقال الناس بأن هذا الرجل صار مجنونا، ﻓتركوﻩ وذﻫﺒﻮا، ولكن اﻟﺸﻴﺦ كان ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻠﺴﺎن الله تعالى…” (المصدر: كتاب تذكرة الأولياء؛ ص 134)
ومن المعلوم أن الكلمات التي وردت على ﻟــﺴﺎن اﻟــﺸﻴﺦ: (ﻻ إله إﻻّ أنا فاعبدون) هي جزء من اﻵية 25 من سورة الأنبياء، وﻳﺘﻀﺢ ﺟﻠﻴﺎ من هذه اﻻﻗﺘﺒﺎسات أن اﻵيات القرآنية أو أجزاء منها، قد نزلت على أولياء الأمة الإسلامية وﺻﻠﺤﺎﺋﻬﺎ.
وإذا كان أولياء الأمة ﻳﺘﻠﻘــﻮن إلهاما من الله تعالى ﺑــﺒﻌﺾ آيات من القرآن الكريم، ﻓﻤــﻦ الأولى أن يتلقى الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بعض الوﺣﻲ الذي يحتوي آيات من القرآن الحكيم. وقد ﺳﺒﻖ أن ذكر كلا من اﻟـﺸﻴﺦ محيي الدين ﺑــﻦ اﻟﻌـﺮبي واﻟــﺸﻴﺦ عبد الوهاب اﻟـﺸﻌﺮاني بأن هذا ما ﺳـﻴﺤﺪث لمسيح آخر الزمان في هذه الأمة.
إرسال التعليق