الإعتراض : أﻻ يدل اسم (ﻳـــﻼش) بمعنى “يا ﻻ شرﻳﻚ له” على أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد أﺗـــﻰ ﺑﻌقائد جديدة؟ فهذا اسم ليس له وجود في القرآن وﻻ في اﻟﺴﻨﺔ. وقد كرر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني مرارا أنه ما أﺗﻰ بشرﻳﻌﺔ جديدة، وأنه مجرد خادم ﻟﻠﺮسول وللإسلام.

الردّ:
(ﻳـﻼش) اسم من أسماء الله أنزل على الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني اﺧﺘــﺼﺎرا ﻟﻌﺒــﺎرة: يا ﻻ شرﻳﻚ له. أي
الله الذي ﻻ شرﻳﻚ له. واﻻﺧﺘـﺼﺎر موجود في اللغة العربية ﺑﻜﺜـﺮة؛ فهنالك اﻟﺒـﺴﻤﻠﺔ، وﺗﻌـني: بسم الله الرحمن الرحيم، والحوقلة ﺗﻌــني: ﻻ حول وﻻ ﻗــﻮة إﻻ باﷲ، وغيرها. وفي القرآن الكريم ﻳﻮجد ﻣُﻘﻄّﻌﺎت في بدايات اﻟﺴﻮر، وهي اﺧﺘﺼﺎرات كما في بعض اﻟﺘﻔﺎﺳـير. ويمكن مراﺟﻌـﺔ معنى: ﻃـﻪ، ﻳﺲ، ﻛﻬﻴﻌﺺ، وغير ذلك.
وقد أخرج أحمد في ﻣﺴﻨﺪﻩ عن عبد الله ﻗَﺎلَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا، قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها.
وهذا اﻻسم (ﻳﻼش) هو مما ﻋﻠّﻤﻪ اﷲ أحدًا من ﺧﻠﻘﻪ.
وﻻ يقولن أحد إن اﻟﻔﻌــﻞ هنا ماضٍ فلا ﻳﻨﻄﺒــﻖ إﻻ على البشر في الماﺿــﻲ، ﻷنه لو كان كذلك لحــﻖّ أن ﻳﻨﻄﺒــﻖ على العبارة اﻟﺘﺎلية اﻟﻘﻴــﺎس نفسه، وهي (أنزﻟﺘــﻪ في كتاﺑــﻚ)، فهنالك أسماء ﷲ لم تكن قد نزلت بعد، خصوصا أن القرآن الكريم لم يكن قد اﻛﺘﻤــﻞ نزوﻻ. إن الماﺿــﻲ هنا ﻳــﺸﻤﻞ الماﺿﻲ والمستقبل.. وهو مثل قوله تعالى “وَﻛَﺎنَ اﻟﻠّﻪُ ﻋَﺰِﻳﺰًا ﺣَﻜِﻴﻤًﺎ” لذا؛ فالماﺿـﻲ هنا ﻻ ﻳﻘﺘـﺼﺮ على الزمن الماﺿﻲ.
وعن أبي بكر ﺑﻦ اﻟﻌﺮبي المالكي؛ عن بعضهم أنه قال : لله تعالى ألف اسم.
باﺧﺘـﺼﺎر، ما دمنا نعتقد بأن الله تعالى قد أرسل الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني إمام مهديا ومسيحا موعودا ، فلا بد من الجزم بأن هذا اﻻسم قد ﻋﻠّﻤـﻪ الله تعالى إياﻩ. وأما من ﻻ ﻳـﺼﺪق الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني، فلا مبرر له لمثل هذا اﻟﺘـﺴﺎؤل، فاﻟﺘﻘﻮل على الله جريمة ﻋﻈﻤـﻰ، وتسمية الله اسما اﺧﺘـﺼﺎرﻳًّﺎ يدل على معنى ﻋﻤﻴﻖ، ﻻ ﻳﺴﺎوي شيئًا أمام تلك الجريمة.
ولقد بين الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني سبب نزول هذا الإسم فقال : ” فلا يمكن القول: إن الولادة بلا أب أمر خارق للعادة يخص عيسى – عليه السلام – وحده فقط. فلو كان ذلك ميزة خاصة بعيسى – عليه السلام – لما قدَّم الله في القرآن الكريم نظيره الأكثر ندرة، ولما قال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران: 59)، … خلقه من التراب الذي هو أُمُّ جميع الناس ثم قال له كن فكان، أي صار حيا يقظا. فواضح أنه إذا ظهر نظير شيء ما فلن يبقى منقطع النظير. فإذا عُثر على ميزة لأحد فلا يسعه القول إنها تخصه وحده. وأثناء كتابة هذا الموضوع حصرا خاطبني الله – سبحانه وتعالى – قائلا: “إنّ يلاش اسم لله حصرًا.” فهذه كلمة إلهامية جديدة؛ إذ لم أجدها حتى الآن بهذه الصيغة لا في القرآن الكريم ولا في الحديث ولا في أي معجم، وكُشف عليَّ أن معناها “يا لا شريك” .. والغرض الحقيقي لهذا الإلهام أنه ليس من إنسان يتصف بصفة حميدة أو باسم أو أي فعل معين إلا وهذا الاسم أو هذه الصفة أو هذا الفعل موجود في غيره وبسبب هذا السر تظهر صفاتُ كل نبي ومعجزاته كأظلال في أتباعه الخواص الذين يتعلقون به علاقة تامة في الجوهر، لكيلا يعد الجهلة نبيَّ أي أمة عديم الشريك منخدعين بميزته. فمن أقبح الكفر أن يسمى أي نبي بـ “يلاش”. إذ ليس لأي نبي أي معجزة أو أمر خارق لا يشاركه فيها آلافُ الناس. إنّ أحب شيء إلى الله توحيدُه، ومن أجل التوحيد فقط أقام الله عز وجل سلسلة الأنبياء هذه على الأرض، فلو كانت مشيئة الله أن يخصص بعض الناس ببعض صفات الربوبية، فلماذا علّم الكلمة الطيبة “لا إله إلا الله” التي من أجلها سُفكت في براري العرب دماء الآلاف من عبدة المخلوق. فيا أيها الأحبة! إذا كنتم تريدون أن يكون سفركم إلى الآخرة بعد صيانة الإيمان من الشيطان فلا تخصوا أي إنسان بميزة خارقة. فهذا هو النبع الخبيث الذي تتدفق منه أرجاس الشرك بقوة فتهلك الناس. فاعصموا منها أنفسكم وأولادكم أيضا، إذ في ذلك تكمن نجاتكم.أيها العاقلون تأملوا قليلا، لنفترض أن عيسى – عليه السلام – حي في السماء الثانية منذ تسعة عشر قرنا، رغم التحاقه بالأرواح الميتة وجلوسه مع يحيى – عليه السلام -، ومع ذلك يُعتقد أنه موجود في هذا العالم وأنه سيأتي في زمن آخِر وكأنه سينزل من السماء بعد هلاك هذه الأمة؛ فقدموا أي نظير على هذه الصفة الخارقة حتى نجتنب الشرك. أي سمُّوا أي شخص يجلس في السماء منذ ألفَي سنة تقريبا، دون أن يأكل ويشرب وينام” ( المصدر: كتاب التحفة اﻟﻐﻮﻟﺮوية)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القاديان: ” عندما ذهب نبينا – صلى الله عليه وسلم – ليلة المعراج لم يره أحد صاعدا إلى السماء ولا نازلا منها! أما المسيح فسوف يُرى عند نزوله من السماء، وجميع المشايخ يرونه واضعا يديه على أكتاف الملائكة! وليس هذا فقط، بل المسيح قد أظهر تلك الأعمال التي لم يستطع نبينا – صلى الله عليه وسلم – إظهارها رغم مطالبة المخالفين، بل اكتفى في كل مرة بأنه قدّم دليل الإعجاز القرآني فقط!! أنتم تقولون أن المسيح كان يحيي الأموات حقيقة، وقد أحيا مئات الألوف من الناس من الذين كانوا قد توفوا قبل آلاف السنين، وأنه ذات مرة أحيا مدينة كاملة، ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يحيِ ولا ذبابة واحدة! ثم حسب قولكم قد خلق المسيح الطيور أيضا، وحتى الآن يوجد في العالم بعضها مِن خلقه وبعضها مِن خلق الله! وهو (عيسى) وحده لا شريك له. (المصدر: كتاب التحفة اﻟﻐﻮﻟﺮوية)
وهكذا ﻳﻘﺮِّع الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني اﻟقاﺋﻠين بهذه اﻟﻌقائد والمصرّين على تأليـﻪ عيسى ابن مريم عليه السلام وﺗﻮﺣﻴـﺪﻩ وﺗﻔﺮيدﻩ.

Previous post

الإعتراض : ما هو ﺗﻌﺒــــير الكشف الذي رأى فيه الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أخاﻩ ﻳﻘــــﺮأ: “إﻧّــــﺎ أنزﻟناﻩ قرﻳﺒــــﺎ من اﻟقاديان”؟ هل معناﻩ أن هناك آية غير موجودة في القرآن، وفيها ذكر اسم قاديان؟

Next post

الإعتراض : ما ﺗﻔﺴير الوﺣﻲ: يتم اسمك وﻻ ﻳﺘﻢّ اسمي؟

إرسال التعليق