الإعتراض : ما هو ﺗﻌﺒــــير الكشف الذي رأى فيه الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أخاﻩ ﻳﻘــــﺮأ: “إﻧّــــﺎ أنزﻟناﻩ قرﻳﺒــــﺎ من اﻟقاديان”؟ هل معناﻩ أن هناك آية غير موجودة في القرآن، وفيها ذكر اسم قاديان؟

الردّ:
قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني: “رأيتُ في الكشف أخي المرحوم ميرزا غلام قادر جالسًا بالقرب مني وهو يتلو القرآن الكريم بصوت عال، وقرأ خلال التلاوة: “إنّا أنزلناه قريبًا من القاديان”. فاستغربتُ جدا بسماع هذه الكلمات، وقلت له: هل اسم “القاديان” مكتوب في القرآن الكريم فعلاً؟ فقال: أجل، ها هو مكتوب. ولما نظرتُ وجدتُ أن العبارة الإلهامية نفسها مكتوبة بالفعل قريبًا من منتصف الصفحة اليمنى من المصحف. فقلت في نفسي، نعم! إن اسم القاديان مكتوب في القرآن الكريم فعلاً. وقلت: هناك ثلاث مدن أسماؤها مسجّلة في القرآن الكريم بإكرام: مكة والمدينة والقاديان. كان ذلك كشفا أُريتُه قبل عدة أعوام ورأيت فيه أخي المرحوم – الذي توفِّي قبل عدة سنوات – يقرأ القرآن الكريم، وقد سمعته يقرأ في القرآن الكريم هذه العبارة الإلهامية. إن في ذلك سرًّا مكنونا كشفه الله عليّ بأن لاسم أخي علاقة قوية مع تفسير هذا الكشف، أي أن كلمة “قادر” – التي وردت في اسمه- قد أشير بإظهارها في الكشف إلى أن هذا هو فعل الله القادر فلا تعجبوا منه، لأن عجائبه – عز وجل – وقدراته تظهر دائما بهذا الشكل والأسلوب؛ فهو – سبحانه وتعالى – يُعِزُّ ويكرّم الفقراء والمحتقَرين، ويسوّي المعزّزين والمكرَمين وأصحاب المراتب العالية بالتراب. إن العلماء والفضلاء الكبار يحرمون أحيانا من عتبات فيوضه كليًّا، ويُختَار شخصٌ حقير مهان وأمِيٌّ جاهل ويُدخَل في جماعة المقبولين. هكذا جرت سنته – عز وجل – منذ الأزل، وهذا ما ظل يفعله منذ القِدم. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. (المصدر: كتاب إزالة الأوهام)

في الرؤى واﻟﻜﺸﻮف إذا رأى الإنسان أو سمع آية ليست كما هي في القرآن الكريم، فهذا ﻻ يعني أن هذا اﻷمر يعني تحرﻳﻔﺎ في القرآن واﻟﻌﻴـﺎذ باﷲ، بل يعني ﺑـﺸﺎرة ﻣﻌﻴﻨـﺔ مرﺗﺒﻄـﺔ بما سمعه. وكما هو واضح من كلمات هذا الكشف، فإن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد اﺳﺘﻐﺮب جدا من سماع ذلك.
وكان الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد قال وأكد – بما ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ- ما يلي: ” اسم “قاديان” ليس مكتوبًا في أي كتاب من كتب الأحاديث ولا في القرآن الكريم.” (المصدر : كتاب إزالة الأوهام)

لقد أﺧبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن انحدار أحوال المسلمين فقال : “ﻳﻮشك أن يأتي على الناس زمان ﻻ يبقى من الإسلام إﻻّ اسمه، وﻻ يبقى من القرآن إﻻّ رسمه”… (المـﺸﻜﺎة، كتاب اﻟﻌﻠﻢ، الفصل الثالث. وﻛﻨـﺰ اﻟﻌﻤﺎل؛ ج6، ص 43 )
ثم ﺑﺸّﺮنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ﺑﻌﻮدة اﻹيمان مرة أخرى فقال وهو واضع يده على سلمان الفارسي: ” لو كان اﻹيمان عند اﻟﺜﺮيا، ﻟناله رجال، أو رجل، من هؤلاء” (اﻟﺒﺨـﺎري؛ كتاب التفسير، ﺗﻔـﺴير سورة الجمعة)
ﺣﻴﻨﻤﺎ بعث الله الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان أﻏﻠـﺐ المسلمين قد اﺑﺘﻌـﺪوا عن القرآن وفقدوا إيمانهم
به، وأولئك الذين كانوا يؤمنون بالقرآن أدﺧﻠــﻮا في إيمانهم ﻋقائد تحــﻂ من شأن القرآن وﺗُــﺪﺧﻞ اﻟــﺸﻚ والرﻳــﺐ فيه، وهو الذي يؤكد في بداﻳﺘــﻪ على أنه “ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ” فقد زﻋــﻢ اﻟﻜﺜــير من العلماء على أن في القرآن آيات ناﺳـــﺨﺔ وأخرى ﻣﻨـــﺴﻮﺧﺔ؛ أي أن هناك من اﻵيات ما ﺑﻄـــﻞ حكمه وﻻ ﻳـﺼﺢ اﻟﻌﻤـﻞ بمقتضاها، وإنما هي في القرآن ﻟﻠﻘـﺮاءة فقط، فقالوا بأنها ﻣﻨـﺴﻮﺧﺔ ﺣﻜﻤـﺎ وباﻗﻴــﺔ ﻟﻔﻈــﺎ، وزعموا أن هناك آيات ﻣﻨــﺴﻮﺧﺔ ﻟﻔﻈــﺎ وباﻗﻴــﺔ ﺣﻜﻤــﺎ.. أي أن أﻟﻔــﺎظ تلك اﻵيات ليست في القرآن الكريم، ولكن ﺣﻜﻤﻬﺎ باق واﻟﻌﻤﻞ بها واجب!! كل هذا ﻓﺘﺢ اﻟﺴﺒﻴﻞ أمام أعداء الإسلام ﻟﻠﺘﻬﺠﻢ على ﻋﺼﻤﺔ القرآن الكريم، فراحوا ﻳﻨﺘقدونه وﻳﺴﺨﺮون من تعاليمه.
وقد دﺣﺾ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هذه اﻟﻌقائد الباﻃﻠـﺔ التي روّﺟﻬـﺎ بعض المسلمين وﻧـﺴﻔﻬﺎ ﻧـﺴﻔﺎ، وردّ ﻫﺠﻮم أعداء الإسلام الذي كان موﺟّﻬﺎ إلى القرآن الكريم، وأثبت على رؤوس اﻷﺷﻬﺎد، وأعلن على الملأ بأنه كلامٌ رباني ﻣﻨـﺰّل من السماء، وﻻ ﺗﻮجد به أي آية ناﺳـﺨﺔ وﻻ آية ﻣﻨـﺴﻮﺧﺔ. وكتب معارف القرآن كما تلقاها وﺗﻌﻠﻤﻬﺎ من الله، فهو الذي ﻓﺘﺢ المنهل الصافي لتعاليم الإسلام اﻟـــﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻌـــﺎلم أجمع، وﻓﺠّـــﺮ ينابيع المعارف القرآنية ﻟيرﺗـــﻮي بها العطاﺷـــﻰ والمحروﻣين، وأسال ماء القرآن اﻟﻌــﺬب ﻟــيروي أرض اﻟﻘﻠــﻮب التي أﺻــﺒﺢ ماؤها ﻏــﻮرا، ﻓﺂتاهم الله بماء ﻣﻌـــين، وهكذا بعث الحياة في القرآن الكريم وﻛﺄنه قد نزل من السماء مرة أخرى في اﻟقاديان على الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني، فهدى الله تعالى الملايين من الناس بهدي القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى قرﻳﺒـﺎ من اﻟقاديان. وكان هذا هو ﺗﻌﺒـير الكشف الذي رآﻩ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني والله أعلم.

Previous post

الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله”؟

Next post

الإعتراض : أﻻ يدل اسم (ﻳـــﻼش) بمعنى “يا ﻻ شرﻳﻚ له” على أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد أﺗـــﻰ ﺑﻌقائد جديدة؟ فهذا اسم ليس له وجود في القرآن وﻻ في اﻟﺴﻨﺔ. وقد كرر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني مرارا أنه ما أﺗﻰ بشرﻳﻌﺔ جديدة، وأنه مجرد خادم ﻟﻠﺮسول وللإسلام.

إرسال التعليق