الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “ﻻ تخف إﻧﻚ أنت اﻷعلى “؟ هل يعني أنه أعلى من النبيين جميعا؟

الردّ:
ﺗﻠﻘــﻰ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هذا الوﺣﻲ في عام 1870م وكان ﺣﻴﻨــﺬاك في ﻋﻨﻔــﻮان ﺷــﺒﺎبه أي في الخاﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛين من ﻋﻤﺮﻩ الشرﻳﻒ. وفي عام 1884م حين نشر الجزء الرابع من كتابه “اﻟبراهين الأحمدية” كتب فيه عن ﺧﻠﻔﻴﺔ هذا اﻹلهام ما يلي: ” …أُخبرت في هذه الرؤيا الصادقة -التي كانت نوعا من الكشف الصريح- أنه لن يُطلق في القضية الجنائية سراح الهندوسي المدعو “بشِمبر داس” الذي ما زال حيا يُرزق في قاديان، بل ستُخفَّف عقوبته إلى النصف. أما صاحبه في السجن المدعو “خوشحال” الذي أيضا ما زال موجودا حيا في قاديان، فسوف يقضي مدة عقوبته كاملة. فكان الابتلاء في هذه الجزئية من النبوءة أنه حين عاد ملف القضية -بحسب نبوءتي- من المحكمة العليا، حمل فريق القضية هذا الأمر على البراءة، وأشاعوا في القرية أنه قد بُرِّئت ساحة المتهمَين كِليهما في القضية. أذكر تماما أن هذا الخبر شاع ليلا حين كنت في المسجد لأداء صلاة العشاء، فقال أحد المصلين بأن هناك خبرا شائعا في الأسواق أن المتَّهمَين قد وصلا القرية. ولما كنت قد قلت للناس علنا إنه لن يُفرج عن المتهمَينِ قط، فقد مضى هذا الوقت في حزن وقلق وكرب لا يوصف. عندها بشّرني الله تعالى -الذي هو نصيري في كل موطن- قبيل الصلاة أو أثناءها بإلهام نصه: “لا تخف إنك أنت الأعلى”. ثم تبين عند الفجر أن خبر الإفراج عنهما كان كاذبا تماما، وتحقق في نهاية المطاف ما كنتُ قد أُخبرت به وما كنت قد سردتُه قبل الأوان للآري “شرمبت” وأيضا بعض الناس الآخرين الذين لا يزالون موجودين في قاديان.” (المصدر: كتاب اﻟبراهين الأحمدية، ج1)

وﻻ يعني هذا اﻹلهام أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم، فهناك آية كريمـﺔ تتعلق بموسى عليه السلام حيث يقول الله له “قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ”(ﻃــﻪ:68) وجاءت هذه اﻵية بعد أن أوﺟــﺲ موسى في نفسه ﺧﻴﻔــﺔ من ﺳــﺤﺮ اﻟــﺴﺤﺮة، ﻓﻄﻤﺄنه الله تعالى وقال له: ﻻ تخف ﻓﺴﺘﺘﻔﻮق عليهم. وهكذا فهذا اﻹلهام كان ﻣﺘﻌﻠقا بأن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﺳﻴﻈﻬﺮ صدﻗﻪ في هذه الحادثة. كما يحمل هذا اﻹلهام معنى أوﺳــﻊ؛ وهو أنه اﻷعلى في الأمة، وأنه ﺳﻴﻨﺘــﺼﺮ دوما في مواﻗﻒ مشابهة، ولكنه ﻻ ﻳﺘﻔﻮق على سيدﻩ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتأكيد .

إن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قد أكد مرارا وتكرار أن كل فضل أنعم الله عليه به إنما هو ببركة اتباعه خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم

قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : إن الله شرفني بمكالمته ومخاطبته ، وﺣــﺼﻞ لي هذا الشرف باﺗّﺒــﺎع النبي صلى الله عليه وسلم وحدﻩ، ولو لم أﻛـﻦ من أمته ولم أﺗّﺒﻌـﻪ، وكانت لي من اﻷعمال ما ﻳُقابل ﺟﺒـﺎل اﻷرض، لما كان من الممكن لي قط أن أﺗﺸﺮّف بالمكالمة والمخاطبة الإلهية، ﻷن اﻟﻨﺒـﻮّات كلها قد اﻧﻘﻄﻌـﺖ إﻻّ النبوة المحمدية ” (المصدر: كتاب التجليات الإلهية)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : “من المؤكّد أنه لا يمكن أن ينال أحد أي فضلٍ من الأفضال بدون وساطة النبي الكريم (محمد). -صلى الله عليه وسلم-” ( المصدر: جريدة الحكم، بتاريخ 28 فبراير 1903م).
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني : الحق أن الأفضلية الحقيقية والكاملة متحققة من الله – سبحانه وتعالى – لسيدنا خاتم الأنبياء – صلى الله عليه وسلم -، أما الآخرون كلهم فإنما ينالون المراتب ببركة اتّباعهم وحبّهم له – صلى الله عليه وسلم – على قدر اتّباعهم وحبّهم. فما أعظمَ شأنَ كماله! اللهم صلّ عليه وآله.(المصدر: كتاب البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية، الجزء الرابع، الحاشية على الحاشية 3)

Previous post

الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “آﺛـﺮك الله على كل شيء، نزلت ﺳـﺮر من السماء ولكن ﺳـﺮيرك وُﺿـﻊ ﻓـﻮق كل ﺳﺮير”؟ وهل معنى ذلك أنه ﻳﻔﻀﻞ نفسه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

Next post

الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله”؟

إرسال التعليق