الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “آﺛـﺮك الله على كل شيء، نزلت ﺳـﺮر من السماء ولكن ﺳـﺮيرك وُﺿـﻊ ﻓـﻮق كل ﺳﺮير”؟ وهل معنى ذلك أنه ﻳﻔﻀﻞ نفسه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

الردّ:
كتب الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هذا الوﺣﻲ في كتابه: “حقيقة الوﺣﻲ” وشرﺣﻪ بنفسه فقال: ” .. هذا أمر واضح وثابت، وهو أنني ﺗﻠﻘﻴﺖ من الله المكالمات واﻷمور الغيبية ﺑﻜﺜﺮة، ولم يتلق أحد ﻛﻤﺜﻠﻲ خلال اﻟﺜﻼﺛﺔ عشر قرنا، ولم يحصل غيري على هذه اﻟﻨﻌﻤﺔ حتى اﻵن.…”.
ومن الواضح أن الله أﺧــبرﻩ بأن مقامه ﻓــﻮق جميع اﻷوليــﺎء والمجددين واﻟــﺼﻠﺤﺎء، الذين ﺳــﺒﻘﻮﻩ بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى .فالمقصود هو: وُﺿـﻊ ﺳـﺮيرك ﻓـﻮق كل ﺳـﺮير من هذه الأمة، أي بعد سيد البشر وخاتم النبيين محمد صلى الله هليه وسلم.
وهذا اﻹلهام يشبه الإلهام “وَإنِّي فَضَّلْتُكَ عَلى الْعَالَمِينَ” ولقد شرح الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني الإلهام “وَإنِّي فَضَّلْتُكَ عَلى الْعَالَمِينَ” فقال : أي العالمين في عصرك. وليكنْ معلومًا أن الأفضلية المذكورة في الوحي “وَإنِّي فَضَّلْتُكَ عَلى الْعَالَمِينَ” إنما هي جزئية فقط وبواسطة أحد. أعني أن الذي يتّبع سيدَنا خاتم الأنبياء – صلى الله عليه وسلم – اتّباعًا كاملا فهو الأعلى مرتبة والأسمى مكانة من معاصريه كلهم عند الله تعالى. الحق أن الأفضلية الحقيقية والكاملة متحققة من الله – سبحانه وتعالى – لسيدنا خاتم الأنبياء – صلى الله عليه وسلم -، أما الآخرون كلهم فإنما ينالون المراتب ببركة اتّباعهم وحبّهم له – صلى الله عليه وسلم – على قدر اتّباعهم وحبّهم. فما أعظمَ شأنَ كماله! اللهم صلّ عليه وآله.(المصدر: كتاب البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية، الجزء الرابع، الحاشية في الحاشية 3)

إرسال التعليق