الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “أنت مني بمنزلة ﺗﻮﺣﻴﺪي وﺗﻔﺮيدي – أنت مني بمنزلة ﻋﺮشي”؟

الردّ:
لقد ﻓــﺴﺮ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هذا الوﺣﻲ ﺣﺴﺒﻤﺎ أﻓﻬَﻤَﻪ الله تعالى وقال له ما ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ عن اﻷردية: “إﻧــﻚ تحظى ﺑﻘــﺮبي وﺣــﱯ، وأنا أﺣــﺐ ﺗﻮﺣﻴــﺪي وﺗﻔﺮيدي، وكما أﺣــﺐ ذﻳــﻮع ﺗﻮﺣﻴــﺪي في الدنيا، ﻓﻜﺬلك سوف ﻳُﺬاع اسمك، وأﻳﻨﻤﺎ ﻳﺼﻞ اسمي ﻳﺼﻞ اسمك أيضا.” (المصدر: كتاب اﻷربعين، رﻗﻢ 3)
وقال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أيضا: ” … ﻓﻤﻌناﻩ بأن ذلك الرجل يكون بمنزلة التوحيد، وﻳُﺒﻌــﺚ في عصر الإلحاد الذي ﻳﺴﺘﻬين الناس فيه ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ الله، ويكون ذلك المبعوث رﻣﺰا ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ، وكل ﺷﺨﺺ يحدد ﻣﻘﺼﺪﻩ وغاﻳﺘــﻪ في حياته، وكذلك ﻳُﻌــين ذلك المبعوث ﻟﻘﻴــﺎم التوحيد في اﻟﻌــﺎلم.”… (المصدر: الخطاب المطبوع في ﺻﺤﻴﻔﺔ الحَكَم ﺑﺘﺎرﻳﺦ 10-4-1907م)
وﻳﺘﻀﺢ ﺟﻠﻴﺎ ﺣﺴﺐ الشرح الذي ﻗﺪّﻣﻪ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن معنى كلمات هذا الوﺣﻲ هو أن الله قد بعثه من أجل أن ﻳُﻌﻠــﻢ الناس ﺗﻮﺣﻴــﺪ الله، وأقاﻣــﻪ من أجل قيام التوحيد في هذا اﻟﻌــﺼﺮ.. ﻋﺼﺮ اﻟﻜﻔﺮ والإلحاد.
إن التوحيد قد تأﺳــﺲ في اﻷرض منذ ﻋﻬــﺪ سيدنا آدم ، ولكن كل رسول يأتي من عند الله تعالى يعيد تأﺳﻴﺲ ذلك التوحيد مرة أخرى بعد أن يكون قد خاﻟﻄﻪ اﻟﻜﻔﺮ واﻣﺘﺰج به الشرك، حتى بين أولئك الذين ﻳﺰعمون أنهم مؤمنون باﷲ تعالى، وقد زﻋــﻢ اﻟﻌــﺮب في زمن ﺑﻌﺜــﺔ المصطفى بأنهم ﻳﻌﺒﺪون الله تعالى فقالوا عن اﻷﺻنام: “مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰۤ” (الزمر:3)
ولذلك يقول تعالى عن هؤلاء الذين ﻳـﺪّعون أنهم من المؤمنين حين يبعث الله تعالى رسولا لدعوتهم إلى التوحيد الحقيقي: “وَمَا یُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ” (ﻳﻮسف:106)
ولذلك فقد قضى الله أنه حين يبعث رسولا ﻟﻨـﺸﺮ التوحيد في اﻷرض، فلا يمكن أن ﻳﺼﻞ المرء إلى التوحيد الحقيقي إﻻ ﺑﻄﺎعة المرسل من قبل الله تعالى، فإن ﻃﺎﻋﺘﻪ من ﻃﺎعة الله تعالى، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع المسلمين أن يبايعوا اﻹمام المهدي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: …”فإذا رأﻳﺘﻤﻮﻩ ﻓﺒﺎﻳﻌﻮﻩ ولو ﺣﺒﻮا على اﻟﺜﻠﺞ، فإنه خليفة الله المهدي” (سنن اﺑﻦ ماجه؛ كتاب اﻟﻔتن، باب خروج المهدي)، وبذلك فإن ﻃﺎعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ﺗﻘﺘـﻀﻲ ﻃﺎعة اﻹمام المهدي ، واﻹيمان ﺑﺴﻴﺪنا خير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻹيمان بالإمام المهدي والمسيح الموعود . وكما أن ﻃﺎعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي بمنزلة ﻃﺎعة الله تعالى كما قال تعالى : “مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ” (النساء:79)، ﻷن ﺗﻮﺣﻴـــﺪ الله الحقيقي لا يمكن أن يناله أحد إلّا عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﻓﻜــﺬلك فإن الإمام المهدي والمسيح الموعود ﻻ يمكن الوصول إلى التوحيد الحقيقي إﻻ عن طريق ﻃﺎﻋﺘﻪ كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم جاء في اﻹلهام الذي نحن ﺑـﺼﺪدﻩ: “أنت مني بمنزلة ﻋﺮشي.” ويعني هذا أﻧـﻚ ﺗﻘــﻴﻢ في اﻟﻌــﺼﺮ الحاضر ﻋــﺮش الله تعالى في ﻗﻠــﻮب الناس، والناس ﻳﺘﻌﻠﻤــﻮن ﻣﻨــﻚ المفهوم الحقيقي لعرش الله وقدرته. إن دعوة الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني وكلماته ومؤﻟﻔﺎته أدﺧﻠـــﺖ وأﻧــﺸﺄت ﺣــﺐ الله في قلوب الملايين وغرﺳــﺖ ﺗﻮﺣﻴــﺪ الله وأقاﻣــﺖ ﻋﺮﺷــﻪ في ﻗﻠــﻮب الملايين من الناس في الهند وفي أمرﻳﻜــﺎ وفي روسيا وفي أوروبا وفي أفرﻳﻘﻴــﺎ،ممن لم يكونوا يعرﻓــﻮن اسم الله، بل كان بعضهم يكفر به، وكان البعض ﻳﺴﺘﻬﺰئ بوجودﻩ، وكان البعض ﻳﻌﺒﺪ اﻷﺻنام واﻟﺒﻘﺮ والنار واﻟﺜﻌـﺎبين، ولكن بفضل دعوة الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني تحولوا جميعا إلى عبادة الله سبحانه اﻷحد الذي ﻻ شرﻳﻚ له، وكان ذلك هو الهدف من مجيئه واﻟﻐﺎية من قدوﻣــﻪ واﻟﻐـﺮض من ﺑﻌﺜﺘــﻪ. ووقد قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني: ” …فالله يريد أن يجذب إلى التوحيد جميع الأرواح ذوي الفطرة الصالحة من مختلف أقطار المعمورة، سواء كانوا من أوروبا أو آسيا، وأن يجمع عباده على دين واحد. هذه هي غاية الله – عز وجل – التي أُرسلت من أجلها إلى الدنيا.”..(المصدر: كتاب الوصية)

إرسال التعليق