الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “ﻛﺄن الله نزل من السماء “؟
الردّ:
هذا الإلهام كان بشرى من الله للإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ، وكان ﻳﺘﻌﻠــﻖ بوﻻدة غلام له، فقال الله سبحانه وتعالى له: “إﻧّﺎ ﻧﺒﺸﺮك ﺑﻐﻼم ﻣﻈﻬـﺮ الحق واﻟﻌـﻼ، ﻛـﺄن الله نزل من السماء” وكانت هذه اﻟﺒــﺸﺎرة ﻃﺒـﻖ السنّة الإلهية، كما ورد في القرآن أن الله تعالى بشَّر بعض عبادﻩ بوﻻدة أبناء لهم، فقال أنه قد ﺑﺸّﺮ إﺑﺮاﻫﻴﻢ بوﻻدة إسماﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ السلام. كما قال تعالى : “فَبَشَّرۡنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِیمࣲ” (الصافات: 101)، وﺑـــــــــﺸّﺮﻩ أيضا بوﻻدة إﺳـــــــــﺤﺎق حيث قال تعالى : “وَبَشَّرۡنَـٰهُ بِإِسۡحَـٰقَ” (الصافات:112)، وﺑـــﺸّﺮ الله تعالى زكريا بوﻻدة يحـــﲕ ﻋﻠﻴﻬﻤـــﺎ السلام فقال: “أَنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكَ بِیَحۡیَىٰ” (آل عمران: 39) ، وكذلك بشر الله تعالى اﻟـﺴﻴﺪة مريم بوﻻدة المسيح ﻋﻠﻴﻬﻤـﺎ السلام: “إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَـٰمَرۡیَمُ إِنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةࣲ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِیحُ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ” (آل عمران:45).
إن الله سبحانه ﻳُﻈﻬـــﺮ ﺟﻼله ﺑﻄـــﺮق ﺷـــتى وبأساليب مختلفة، ولذلك فإنه ﻳُﻈﻬـــﺮ ﺟﻼله وجماله بواﺳــﻄﺔ الأنبياء والمرسلين والخلفاء والمجددين واﻷوليــﺎء والصالحين، وقد ورد في ﺗﻔــﺴير اﺑــﻦ ﻋﺒــﺎس: “ﻛﻨــﺖُ ﻛﻨـــﺰا مخفيّا فأﺣﺒﺒــﺖُ أن أُﻋْــﺮَفَ ﻓﺨﻠﻘــﺖُ ﺧﻠﻘًــﺎ.” ﻓﻤــﺎ وجه اﻟﻐﺮابة واﻻﺳــﺘﻨﻜﺎر أن ﻳﺒــﺸّﺮ الله عبدﻩ ا الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﺑﻐــﻼم يكون ﻣﻈﻬــﺮ الحق واﻟﻌــﻼ؟ وما وجه اﻟﻐﺮابة واﻻﺳــﺘﻨﻜﺎر أن ﻳﻮﺻﻒ مجيء هذا اﻟﻐﻼم ﻛﺄن الله نزل من السماء؟
إن المعترضين ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮن معنى قوله تعالى: “ﻛﺄن الله نزل من السماء”، ﻓﻴﺰعمون أن هذا يحـﻂ من شأن الله تعالى واﻟﻌﻴــﺎذ باﷲ، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أﺧبرنا عن نزول الله من السماء اﻟﻌﻠﻴــﺎ إلى السماء الدنيا، وذلك في الحديث: عن أبي ﻫﺮيرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟” (متفق عليه)
وﻳﻈﻦ بعض المعترضين بأن الله تعالى يغادر ﻋﺮﺷـﻪ وينزل باﻟﻔﻌـﻞ إلى السماء الدنيا في الجزء اﻷخير من اﻟﻠﻴــﻞ، وﻟﻌﻠﻬــﻢ لجهلهم ﻻ ﻳﻌﻠﻤــﻮن أنه في كل لحظة من لحظات اليوم الذي ﻳﺘﻜــﻮّن من 24 ساعة، يكون الجزء اﻷخير من اﻟﻠﻴﻞ في ﻣﻨﻄﻘﺔ من المناﻃﻖ في هذه الدنيا التي ﻧﻌـﻴﺶ فيها، وباﻟﺘـﺎلي إذا أﺧﺬنا بهذا الفهم اﻟﺴﻘﻴﻢ، فإن الله يبقى دائما في السماء الدنيا في الجزء الذي يكون قد ﺣـﻞّ عليه اﻟﺜﻠﺚ اﻷخير من اﻟﻠﻴﻞ.
إن نزول الله من السماء يعني أنه يكون أقرب إلى العبد الذي ﻳـﻨﻬﺾ من فراﺷـﻪ في اﻟﺜﻠـﺚ اﻷخير من اﻟﻠﻴــﻞ ويدعو ربه ويناﺟﻲ خاﻟﻘــﻪ، وﻻ يعني نزول الله إلى السماء الدنيا أنه ﻳﻨﺘﻘــﻞ ﻓﻌــﻼ كما ﻳﻨﺘﻘﻞ البشر من ﻣﻜﺎن إلى ﻣﻜﺎن، وعلى ذلك ﻓﺤين ﻳﻮﺻـﻒ ذلك اﻟﻐـﻼم المبارك بأن مجيئه يكون ﻛــﺄن الله نزل من السماء، فإن هذا يعني أن هذا اﻟﻐــﻼم ﺳــﻴﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ لهداية اﻟﻜﺜير من خلق الله.
فهذا الإلهام هو نبوءة عن بعثة مجدد يبعثه الله من نسل الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ولقد ووردت البشارة عنه بمزيد من التفصيل في نبوءات أخرى. يزعم أتباع الطائفة الأحمدية القاديانية التي تسمى الجماعة الإسلامية الأحمدية أن هذه النبوءة قد تحققت والمقصود بها خليفتهم ميرزا محمود أحمد الذي يسمونه المصلح الموعود ولاشك أن هذا من تحريفاتهم الكثيرة فخليفتهم ميرزا محمود أحمد ليس هو المقصود بالنبوءة وسنورد أدلة ذلك على الموقع التالي قريبا https://mirzaghulamahmedqadiani.org
إرسال التعليق