الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام “إني مع الرسول أﻗﻮم، ومن ﻳﻠﻮﻣﻪ ألوم، أﻓﻄﺮ وأصوم”؟
الردّ:
أراد الله من هذا اﻹلهام أن يؤكد للإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أنه معه، ويقوم معه ضد أعدائه، وينصرﻩ على من يخالفه، وﻳﻠــﻮم وﻳﻌﺎﻗــﺐ من ﻳﻠﻮﻣــﻪ. ثم قال: “أﻓﻄــﺮ وأصوم”، وقد شرح الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بنفسه هذا اﻹلهام كما يلي: “… ومن اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ أن الله ﻣُﻨـــﺰّﻩ عن الصوم واﻹفطار، وهذه الكلمات لم ﺗُﻨــﺴﺐ إليه ﺣﺮفيا على ﻇﺎﻫﺮها، بل اﺳـــﺘُﻌﻤِﻠﺖ على سبيل الإستعارة، وﻣﻘـــﺼﺪها أن الله هو اﻟﻘﻬّـــﺎر والجبّار، وأنه أحيانا ﻳُﻨـﺰل ﻗﻬﺮﻩ على الناس، وأحيانا يمهلهم إﻣﻬـﺎﻻ (ﻟﻠﺘﻮبة) ومثل هذه الكلمات وردت في الحديث القدﺳﻲ أيضا…” (المصدر : كتاب حقيقة الوﺣﻲ)
والحديث القدﺳﻲ الذي أشار إليه الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني هو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن الله عز وجل يقول يوم اﻟﻘﻴﺎمة: يا ابن آدم! مرضتُ فلم ﺗﻌُـــﺪني. قال: يا رب! كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين. قال: أما ﻋﻠﻤــﺖَ أن عبدي فلانًا مرض فلم ﺗﻌُــﺪﻩ. أما ﻋﻠﻤــﺖَ أﻧــﻚ لو ﻋُﺪْﺗَــﻪ لوجدﺗني عندﻩ؟ يا اﺑـﻦ آدم! اﺳــﺘﻄﻌﻤﺘﻚ فلم ﺗﻄﻌﻤـني. قال: يا رب! وكيف أﻃﻌﻤـﻚ؟ وأنت رب العالمين. قال: أما ﻋﻠﻤــﺖَ أنه اﺳــﺘﻄﻌﻤﻚ عبدي فلان فلم ﺗﻄﻌﻤــﻪ؟ أما ﻋﻠﻤــﺖَ أﻧــﻚَ لو أﻃﻌﻤﺘَــﻪ لوجدتَ ذلك عندي؟ يا اﺑـــﻦ آدم! اﺳﺘـــﺴﻘﻴﺘﻚ فلم ﺗُـــﺴﻘني. قال: يا رب! كيف أﺳـــﻘﻴﻚ؟ وأنت رب العالمين. قال: اﺳﺘـــﺴقاك عبدي فلان فلم ﺗـــﺴﻘﻪ. أما إﻧـــﻚ لو ﺳـــﻘﻴﺘﻪ وجدتَ ذلك عندي.” (ﻣﺴﻠﻢ، كتاب اﻟبر واﻟﺼﻠﺔ)
وفي هذا الحديث القدﺳــــﻲ ذكر الله سبحانه ﺛــــﻼث كلمات هي: “مرﺿــــﺖُ “، “اﺳــــﺘﻄﻌﻤﺘﻚ”، “اﺳﺘـــﺴﻘﻴﺘﻚ.” ولكن من الواضح أن اﺳـــﺘﻌﻤﺎل هذه الكلمات قد جاء على سبيل الإستعارة، ﻓﺘﻌﺎلى الله عن أن ﻳـﺼﻴﺒﻪ المرض أو الجـﻮع أو اﻟﻌﻄـﺶ.
وكذلك في الوﺣﻲ الذي نحن ﺑـﺼﺪدﻩ.. إن الله ﻻ ﻳﻔﻄﺮ وﻻ ﻳﺼﻮم بالمعنى الحرفي، ولكن هذه أيضا اﺳـﺘﻌﺎرة؛ وذلك كما ﻳُقال أن النار تأكل الكافرﻳﻦ، وهي ﻻ تأكلهم بالمعنى الحرفي ولكن ﻳــﺼﻴﺒﻬﻢ ﻋــﺬاب النار في ﺟﻬــﻨﻢ. وفي هذا الوﺣﻲ يقول سبحانه أنه ﻳﺼﻴﺐ ﺑﻌقابه الكافرﻳﻦ ﻓﻜﺄنه ﻳﻔﻄﺮ بهم، وأحيانا يؤخر وﻗﻮع ﻋقابه ﻓﻜﺄنه ﻳـﺼﻮم ﻋﻨﻬﻢ. وفي اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ: “أﻓﻄﺮ به قبل أن ﻳﺘﻐﺪّى بي”، أي أعاجله باتخاذ اﻹجراء الحاسم ضدﻩ قبل أن ﻳﺘﺨﺬﻩ هو ضدي.
إرسال التعليق