الإعتراض : ما هو معنى اﻹلهام: “إني ﺳﺄﺧبرﻩ في آخر الوقت أﻧـﻚ ﻟـﺴﺖ على الحق”؟ أﻻ يعني أنه ﻳﻨـﺴﺐ إلى الله تعالى اﻟﻈﻠﻢ؟
الردّ:
ذكر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن هذا الوﺣﻲ قد ﺗﻠﻘّﺎﻩ من الله تعالى في رجل من أعدائه فقال: “هذا ما أوﺣــﻰ إّلي ربي في رجل خاﻟﻔني وﻛﻔّــﺮني وهو من علماء الهند؛ المــﺴﻤّﻰ بأبي ﺳــﻌﻴﺪ ﺣﺴين اﻟﺒﻄﺎلوي” (المصدر: كتاب: اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، الحاشية)
ومن المعلوم أن محمد ﺣﺴين اﻟﺒﻄﺎلوي كان من أصدقاء الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني قبل أن ﻳُﻌﻠـﻦ أن الله تعالى قد بعثه مجددا ثم المسيح الموعود لهذه الأمة. وكان في أول اﻷمر من أﺷـﺪ المتحمسين له، حتى أنه أﺛنى على كتابه “اﻟبراهين الأحمدية على حقية كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية” ﺛناء ﻃﻴﺒـﺎ وﻗﺮّﻇـﻪ في اﻟـﺼﺤﻴﻔﺔ التي كان يصدرها وهي “إشاعة السنّة”، وهو الذي شهد أيضا بأن مؤلف كتاب اﻟبراهين رجل صدوق وﺗﻘـﻲ وورع، وأنه لم يتصد ﳋﺪمة الإسلام والدفاع عنه أحد كما ﻓﻌــﻞ هو. ولكن اﻷمور بدأت ﺗﺘﺤـﻮّل حين أعلن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عند ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌقد الثامن من القرن التاسع عشر بأن الله تعالى قد بعثه مجددا على رأس القرن الرابع عشر الهجري. هنا بدأت ﻧـيران الحـﺴﺪ تأكل قلب اﻟـﺸﻴﺦ اﻟﺒﻄـﺎلوي، خاصة بعد اﻟـــﺼﻴﺖ الواﺳـــﻊ الذي ناله الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بعد نشر كتابه اﻟﻌﻈـــﻴﻢ “اﻟبراهين الأحمدية”، واﻛﺘﺴﺎبه اﺣترام وﺗقدير جميع العلماء من المسلمين. وﻇـﻦ اﻟـﺸﻴﺦ اﻟﺒﻄـﺎلوي أن الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني كان ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺈﻋﻼنه هذا الحصول على المزيد من المريدين ونوال اﻟﻜﺴﺐ المادّي، فأزله الشيطان وأعماﻩ عن رؤية الحق، ﻓﺘﺤـﻮّل ليكون في ﻣـﺼﺎف أعدائه ومعارﺿـﻴﻪ. وراح يجول في الهند و يجمع من العلماء ﻓﺘـــﺎوى اﻟﺘﻜﻔـــير ضد الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني وضد جماعته التي أمرﻩ الله تعالى ﺑﺈﻧﺸﺎﺋﻬﺎ في آخر اﻟﻌقد الثامن من القرن التاسع عشر الميلادي عام 1889م.
أيها اﻟقارئ الكريم! اﻧﻈــﺮ كيف تحقق النبأ المذكور في وﺣـــﻲ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني .. إذ اعترف اﻟــﺸﻴﺦ محمد ﺣــﺴين في أواخر حياته في محكمة “وزير آباد” في محاﻓﻈــﺔ كوﺟﺮانواله أمام اﻟقاﺿــﻲ “ﻻﻻ دﻳﻮ كي ﻧَـﻨْﺪَن”وقال وهو يذكر بعض الفرق الإسلامية: ” منذ ﻓترة ﻳﺴيرة، عندما أعلن ميرزا غلام أحمد اﻟقادياني أنه المسيح والمهدي ظهرت فرقة أخرى، وهي الفرقة الأحمدية.. وتؤمن هذه الفرقة بالقرآن والحديث كذلك……..وإن فرقتنا ﻻ تكفِّر أي واحدة من الفرق المذكورة أﻋــﻼﻩ”. ( ﺟﺮيدة ﺑﻴﻐﺎم ﺻﻠﺢ،بتاريخ 15-2-1913).
فاﻧﻈﺮوا.. هذا هو الرجل الذي قضى ﻃﻮال حياته في ﺗﻜﻔير الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ، ولكنه ﻳﻌــترف بنفسه أمام المحكمة بأن اتباع الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ليسوا بكافرين، وقوله هذا شاهد على تحـﻮّل ﻗﻠﺒـﻪ، وﺷـﻌﻮرﻩ بخطئه في آخر أيام حياته، كما أنه ﻳـﺸﻬﺪ أيضا على تحقق إلهام الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بكل وضوح. وقد تحقق بذلك رؤيا رآها الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن “محمد ﺣﺴين البطالوي” حيث قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن “محمد ﺣﺴين البطالوي” : وإني رأيت أن هذا الرجل يؤمن بإيماني قبل موته، ورأيت كأنه ترك قول التكفير وتاب. وهذه رؤياي وأرجو أن يجعلها ربي حقا (المصدر: كتاب حجة الإسلام، بتاريخ 4-5-1893م)
إرسال التعليق