الاعتراض : هجرة عيسى ابن مريم عليه السلام إلى الهند تعني أنه قد عاش بعد حادثة الصليب التاريخية 87 سنة. فإذا كان صحيحا أنه كان يدعو قبائل بني إسرائيل المتفرقة في الشرق. فما تفسير انتشار رسائل بولس والأناجيل الأربعة التي حرّفت رسالته والتي تم كتابتها في الفترة من 60م إلى 110م أي في خلال حياة عيسى ابن مريم ؟!!. ولماذا لم تنتشر تعاليم المسيح عيسى ابن مريم الصحيحة.

الردّ:

رسائل بولس فقد انتشرت بعد بولس وليس في حياته. ولقد انتشر فكر بولس بين غير بني إسرائيل حيث ذهب إلى بلاد أخرى. ولا علاقة لعيسى ابن مريم عليه السلام بغير بني إسرائيل فقد قال عيسى ابن مريم في الإنجيل : “بعثت إلى خراف بني إسرائيل الضالة.”

إن مهمة رسل الله هو البلاغ فقط ولقد أدى عيسى ابن مريم هذه المهمة على أكمل وجه. حيث بلغ قبائل بني إسرائيل التي كانت تقيم في فلسطين. ثم بعدما كفروا به وآذوه هاجر إلى الهند وبلاد الشرق لتبليغ باقي قبائل بني إسرائيل.

إن الأنبياء ليسوا مسؤولين عن ضلال الناس لأنه لا إكراه في الدين. والأنبياء لا يملكون أن يجعلوا الناس يؤمنوا ويتبعوا ما أنزل الله. كما قال تعالى : “وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَـَٔامَنَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِیعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ یَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِینَ” (يونس : 99)

فتفسير انتشار رسائل بولس هو أن من عادة الناس أن ينحرفوا عن ما أنزله الله على الأنبياء الذين يرسلهم الله إلى الناس. كما قال تعالى : “وَمَاۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِینَ” (يوسف: 10).

وسبب عدم انتشار تعاليم المسيح عيسى ابن مريم الصحيحة هو أن من عادة الناس اتباع سبيل الضلال . فقد قال تعالى : “وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ یُضِلُّوكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا یَخۡرُصُونَ” (الأنعام: 116).

جدير بالذكر أن الله قد عاقب اليهود المقيمين في فلسطين الذين اتهموا عيسى ابن مريم بأنه ابن حرام ومدعي نبوة كاذب. فدمرهم الله بعد هجرة عيسى ابن مريم عليه السلام من فلسطين . وذلك كان عام 70م على يد القائد الروماني “طيطس” الذي هدم المعبد ودمره وقضى على اليهود.

Previous post

الاعتراض : لقد ثبت أن عيسى ابن مريم في السماء من خلال الآية القرآنية : ﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ إِلَّا لَیُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یَكُونُ عَلَیۡهِمۡ شَهِیدࣰا﴾ [النساء : ١٥٩]. حيث أن معناها أن اليهود سيؤمنون به قبل أن يموت لأن المعنى أن كل أهل الكتاب سيصدقون بعيسى قبل موته. وذلك بعد نزوله إلى الدنيا في آخر الزمان. وهذا لا يتحقق إلا إذا ظل حيا إلى يوم القيامة.

إرسال التعليق