الإعتراض: هل الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني وﺼﻒ العلماء المسلمين بأنهم أوﻻد ﺣﺮام، وﺸﺘﻤﻬﻢ بأﺷﺪ اﻷﻟﻔﺎظ؟

الرد:
اﻟﺸﺘﻢ شيء، والتوﺻﻴﻒ شيء آخر. ﻓﻠﻨﻘﺮأ اﻵيات اﻟﺘﺎلية:
• “فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ” (اﻷﻋﺮاف:176)
• “قُلۡنَا لَهُمۡ كُونُوا۟ قِرَدَةً خَـٰسِـِٔینَ” (الأعراف:166)
• “مَثَلُ ٱلَّذِینَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ یَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ یَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ” (الجمعة:5)
• “وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِیرَ” (المائدة:60)
• “إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ” (الأنفال:55)
• “إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِینَ فِی نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِیَّةِ” (البيّنة : 6)
• “إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ” (التوبة:27)
• “أَعۡرِضُوا۟ عَنۡهُمۡۖ إِنَّهُمۡ رِجۡسࣱۖ” (التوبة:94)
• “وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافࣲ مَّهِینٍ *هَمَّازࣲ مَّشَّاۤءِۭ بِنَمِیمࣲ * مَّنَّاعࣲ لِّلۡخَیۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِیمٍ * عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ زَنِیمٍ”(القلم: 10-11)
• “صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡیࣱ فَهُمۡ لَا یَعۡقِلُونَ” (البقرة:171)
• “تَبَّتۡ یَدَاۤ أَبِی لَهَبࣲ وَتَبَّ” (المسد:1)
وإذا ﺗﺼﻔﺤنا اﻷناجيل فإننا نجد فيها نفس هذا اﻷسلوب؛ إذ جاء فيها على ﻟﺴﺎن المسيح :”ﻻ ﺗﻌﻄﻮا القدس ﻟﻠﻜﻼب، وﻻ ﺗﻄﺮحوا درركم قدام الخنازير” (ﻣّتى 6:7)
“أنتم من أب هو إﺑﻠﻴﺲ وﺷﻬﻮات أﺑﻴﻜﻢ تريدون أن ﺗﻌﻤﻠﻮا” (ﻳﻮﺣنا 8 :44)
“فأجاب وقال لهم: جيل شرير فاﺳﻖ ﻳﻄﻠﺐ آية” (ﻣّتى 12 : 39 )
“أيها الحيات أوﻻد اﻷفاﻋﻲ” (متى 23 : 33)
“اذﻫﺒﻮا عني يا ﻣﻼﻋين إلى النار” (متى 25 : 41)
“وقولوا لهذا اﻟﺜﻌﻠﺐ” (لوقا 13 : 32)
“أيها الجهال واﻟﻌﻤﻴﺎن” (متى 17:23 )
ومن النبوءات والكلمات التي وﺻﻒ بها العلماء في زمن ﻇﻬﻮر المهدي:
“علماؤهم شر من تحت أديم السماء من عندهم تخرج اﻟﻔﺘﻨــﺔ وفيهم ﺗﻌــﻮد” (ﻣــﺸﻜﺎة المــﺼﺎﺑﻴﺢ؛ كتاب اﻟﻌﻠﻢ، الفصل الثالث. وﻛﻨـﺰ اﻟﻌﻤﺎل؛ ج11، ﺗﺘﻤﺔ اﻟﻔتن)
“تكون في أمتي ﻓﺰعة ﻓﻴــﺼير الناس إلى علماﺋﻬﻢ فإذا هم قردة وﺧنازير” (ﻛﻨـــﺰ اﻟﻌﻤــﺎل، ج14، الخسف والمسخ)
واﻵن.. ﺗﻌﺎلوا ﻧﺒﺤﺚ فيما قاله الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني لقد أﻟّـﻒ كتابه: “لجة النور” باللغة العربية في عام 1900م، وﺗﻄـﺮق فيه إلى وﺿـﻊ المسلمين وعلماﺋﻬﻢ، وذكر بعض المعاصي والذنوب التي ارﺗﻜﺒﻬﺎ علماء المسلمين وأﺋﻤﺘﻬﻢ، والتي بسببها أساءوا إلى الإسلام أﺑﻠﻎ إساءة، وﻓﺘﺤﻮا المجـﺎل أمام أعداء الإسلام ﻟﻠــــﺘﻬﺠﻢ على الإسلام وتعاليمه، ومن المعروف أن المبشرﻳﻦ المسيحيين وقادة الهندوس كانوا في تلك اﻵونة ﻳـــﺸﻨﻮن ﻫﺠﻮما ﻋﻨﻴﻔـــﺎ على الإسلام وعلى مؤﺳـــﺴﻪ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . ومع ذلك.. ﺣﻴﻨﻤـــﺎ وﺟّـــﻪ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني اﻟﻨقد إلى علماء المسلمين وأﺋﻤــﺘﻬﻢ وأمراﺋﻬﻢ الذين أساءوا ﺑﺘــﺼﺮفاتهم إلى الإسلام، لم ﻳــﻨﺲ أن يذكر باﻟﺜناء الجليل العلماء الشرفاء الصالحين.

قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن العلماء الصالحين:
“هذا ما أردنا أن نكتب شيئا من مفاسد هذا الزمان، ونزّهْنا كتابنا هذا عن إزراء الأخيار الذين هم على دين من الأديان، ونعوذ بالله من هتك العلماء الصالحين، وقدحِ الشرفاء المهذَّبين، سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو الآرية ، بل لا نذكر مِن سفهاء هذه الأقوام إلا الذين اشتهروا في فضول الهَذَر والإعلان بالسيئة. والذي كان هو نقيَّ العِرض عفيفَ اللسان، فلا نذكره إلا بالخير ونُكرمه ونُعزّه ونحبّه كالإخوان، ونسوّي فيه حقوقَ هذه الأقوام الثلاثة، ونبسط لهم جناح التحنن والرحمة، ولا نعيب هؤلاء الكرام تصريحًا ولا تعريضًا رعايةً للأدب” (المصدر: كتاب لجة النور)
وقال ايضا :” ليس كلامنا هذا في أخيارهم بل في أشرارهم” (المصدر: كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى، الحاشية)

وعن أفعال بعض العلماء اﻷشرار وتأﺛيرها اﻟﺴﻴﺊ في ﻧﻔﻮس الناس قال الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني:
” كان في ديارنا رجل من الواعظين، وكان الناس يحسبونه من الصالحين الموحّدين، فاتّفق أن رجلا دخل عليه مفاجئًا كالزائرين، فوجده يشرب الخمر مع ندماء من الفاسقين، فقال: يا لعين، عَملُك هذا، وقولك ذلك؟ فأجاب وأرى العُجابَ، قال: أَرُوني عالمًا لا يشرب الخمر، أو يتجنّب الزنى والزَّمْرَ. وكذلك كان عالمٌ آخر قريبا من قريتي، وكان ينكر برُتْبتي، فشرب الخمر في مجلسِ كافرٍ يهوى الإسلام، فلعَنه الكافر ولامَ، وقال إنْ كان هؤلاء هم أئمّة الإسلام، فكُفْري خير لدنياي مِن أن أَلحَقَ بهذه اللئام.” (المصدر: كتاب لجة النور، الحاشية)
لذلك.. وبسبب هذه الحوادث المتكررة.. فقد اﺳـﺘﻌﻤﻞ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن مثل أولئك العلماء واﻷمراء كلمات قاﺳــﻴﺔ ﻹﻳقاظ حميتهم وإثارة غيرتهم على الدين، آﻣـــﻼ أن ﻳﺘﺠﻨﺒــﻮا ﻓﻌــﻞ المعاصي وارتكاب الذنوب واﻟــﺴﻴﺌﺎت التي ﺳــﺪّت اﻟﻄﺮﻳــﻖ أمام غير المسلمين ﻟﻘﺒــﻮل الإسلام، خاصة وأنهم قد أظهروا اشمئزازهم وكراﻫﻴﺘﻬﻢ إزاء الإسلام بسبب تلك اﻷعمال اﻟـﺸﻨﻴﻌﺔ. و مما قاله الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ﻋﻨﻬﻢ: “وما بقي من معصية إلا ارتكبوها، وما من جريمة إلا ركبوها. وتركوا القرآن وما دعا إليه، وتبعوا الشيطان وما أغرى عليه. ” (المرجع السابق )
وقال أيضا : “ومنهم قوم يستَوْكِفون الأكُفَّ بالوعظ والنصيحة كالعلماء، ويطلبون الصيد بتقمُّص لباس الفقهاء، ويأمرون الناس بالبر وطريق الصلحاء، وينسَون أ نفسهم ويحسبون هذا الطريق من الدهاء. لا ينقدون أمور الدين بعين المعقول، ولا يُمعنِون النظر في مباني الأصول، ولا يسلكون مسلك التحقيقات، وما تجدهم إلا كالعجماوات، بل هم كالجمادات. ويُظهِرون الحلم والرفق كأنهم هُذّبوا بأخلاق النبوّة والولاية” (المرجع السابق)
وقال أيضا :” فلا شك أن هذه العلماء قد انتهوا في غلوائهم، وسدروا في خيلائهم، وأصرّوا على جهلاتهم، ولوّنوا الناس بألوان خزعبيلاتهم، وقد جاوز الحدَّ غيُّهم، وأهلك الناسَ بغيُهم. إذا وعدوا أخلفوا، وإذا غضبوا أغلظوا، وإذا حدّثوا كذبوا.” (المرجع السابق)
وقال أيضا : “لا يعلمون شيئا من الحقيقة والمعرفة، وجمعوا في أقوالهم وأعمالهم أنواع البدعة. وأمّا عامة الناس من المسلمين، فقد تبع أكثرُهم الشياطينَ.” (المرجع السابق)
وقال أيضا : ” ويشربون الخمر وﻳﺘﻤﺮمرون، وبالجواري ﻳﻠﻌﺒﻮن، وفي اﻟﻠﻴﺎلي ﻳﺰنون، وفي اﻟﻨُﻬـﺮ ﻳﻈﻠﻤـﻮن” (المرجع السابق)
وقال أيضا : “ويقول أحد إني آليت أن ﻻ أﺗﺰوج إﻻ هذه اﻟﺒﻐﻲ، ويقول الآخر إن ﻓﺰتَ فقد وجدتَ الكوﻛﺐ الدرّي، وﻳﺘﺰوجون اﻟﺒﻐﺎيا ﻓﻴﺴﺮي ﺳيرﻫﻦ في وُلدﻫﻦ” (المرجع السابق)
وقال أيضا : ” وكم منهم مالوا من ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ إلى اﻟﺼﺒﻮح، ومن اﻟﻌﺸﺎء إلى اﻟﻐﺒـﻮق في اﻟـﺼﺮوح، واﺷـﺘﻐﻠﻮا من شرح الوقاية والهداية، إلى اﻟﻌﻮاﻫﺮ واﻟﺒﻐﺎيا” (المرجع السابق)
وقال أيضا :”وداست الغفلة قلوب الناس وصار أكثرهم كالكلاب، وتوجّهوا إلى الأموال والعقار والأنشاب، ونسوا حظّهم من ذوق العبادات، وأقبلوا على الدنيا وزينتها وما بقي الدين عندهم إلا كالحكايات.” (المصدر: كتاب مواهب الرحمن)
وقال أيضا :” وما ترى بلدة من البلاد إلا وتجد فيها فوجا من أهل الردّة والارتداد، وقد تنصّروا بسهمٍ من المال لا بالسِّهام، وكذلك أُغِيرَ على ثُلْثِ ملّة الإسلام، وسُلب منّا أحبابنا وعادى مَن واخى، ومُطرنا حتى صارت الأرض سُوّاخى. داخُوا بلادنا، وأحرقوا أكبادنا، وأفسدوا أولادنا.”… (المصدر: كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى)
وﻳﻮﺿـــﺢ هذا المقطع اﻷخير أحوال المسلمين المتردية في ﺷـــﺒﻪ اﻟقارة الهندية حيث عاث فيهم المبشرون المسيحيون ﻳُﻐﺮونهم باﻷموال حتى ﺗﻨﺼﺮ في كل ﺑﻠﺪة من اﻟﺒﻠﺪان أعداد ﻏﻔيرة من المسلمين وارتدوا عن الإسلام فيذكر الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني ذلك ﺑﻘﻠــﺐ ﻳﻌﺘــﺼﺮﻩ الحزن واﻷﺳﻰ.

ﻧﺴﺘﻌﺮض فيما يلي ﺑﻌﻀًﺎ مما كتبه الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني عن أعداء الإسلام:
“وكتاب آخر … أﻟّﻔﺘﻪ في هذه اﻷيام.. اسمه “داﻓـﻊ الوساوس”، وهو نافع جدًا للذين يريدون أن يروا حسن الإسلام، ويكفّون أفواه المخالفين. تلك كتب ينظر إليها كل مسلم بعين المحبة والمودة وينتفع من معارفها، ويقبَلني ويصدّق دعوتي، إلا ذريةَ البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون”… (المصدر: كتاب مرآة كماﻻت الإسلام)
لقد كتب الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني مؤﻟّﻔــﺎت عديدة في الرد ﺑﻘــﻮة وإﻓﺤــﺎم على كتب أعداء الإسلام، الذين كانوا ﻳﻄﻌﻨــﻮن بها في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى وﻳﺘﻘﻮّلون على أزواجه، وأشار في اﻻﻗﺘﺒﺎس اﻷخير إلى تلك الكتب، وقال (إن كل ﻣـﺴﻠﻢ سوف ﻳﻘﺒﻠﻬـﺎ بعين المحبة والمودة وﻳﻨﺘﻔـﻊ من معارﻓﻬﺎ وﻳﺴﺘﻔﻴﺪ من ﻋﻠﻮﻣﻬـﺎ، وﻳﻘﺒـﻞ كل ما رددتُ به على اﻷعداء، وﻳُـﺼﺪق كل ما ﻗـﺪّﻣﺖ من أدلة وﺑـــﺮاهين في مؤﻟﻔـــاتي ﻹﻇﻬـــﺎر شأن الإسلام، وﻳـــﺼﺪّق أنني أدعو الناس إلى طريق الإسلام اﻟﻌﻈﻴﻢ.) ولكن أعداء الإسلام لن ﻳﻘﺒﻠﻮا هذه الكتب، وبكل أسف.. كان هناك فرﻳـﻖ من العلماء الموﺗﻮرﻳﻦ من بين المسلمين وأتباﻋﻬﻢ من اتخذوا جاﻧـﺐ أعداء الإسلام في تلك المعارك التي كانت تدور على أﺷـــﺪها في ذلك الوقت، وكان هؤلاء ﻳﺘﺤـــﺎﻟﻔﻮن مع ما يقوله اﻷعداء رﻏـــﻢ إساءته للإسلام، وأﻋﻤﺘﻬﻢ الكراﻫﻴﺔ نحو الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني حتى أنهم لم يروا ﺣﺮجا في تحالفهم مع أعداء الإسلام ضدﻩ، وراحوا يرددون ما ﻳﻔتريه أولئك اﻷعداء من ﻣﻄـﺎعن ضد الإسلام، وعن هؤلاء اﻷعداء والعلماء الذين تحاﻟﻔﻮا ﻣﻌﻬـﻢ قال حضرته تلك الجملة التي ﻳﻨﺘﺰعها أعدائه من سياﻗﻬﺎ محاولة منهم لوﺻــﻢ كتاباته ﺑــﺸﺘﻢ المسلمين عموما وكل من ﻻ يؤمن به وﻳﻘﺒﻞ دعوته. وهذا من الأمثلة على كذب وتدليس أعداء الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني . إن اﻻﺳﺘﺜناء المذكور في الجملة: “إﻻّ ذرﻳّﺔ اﻟﺒﻐﺎيا الذين ﺧﺘﻢ الله على ﻗﻠﻮبهم فهم ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮن” ﻳﻌﻮد على المخالفين وﻻ ﻳﻌﻮد على المسلمين الذين ﻳﻨﺘﻔﻌـﻮن ﺑﺘﻠـﻚ الكتب في ﻛـﻒ أﻓﻮاﻩ المخالفين. وقد أوضح الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بنفسه المقصود بهذه الجملة فقال أن ذرﻳّـﺔ اﻟﺒﻐﺎيا هم: “الذين ﺧﺘﻢ الله على ﻗﻠﻮبهم” وقال صاﺣﺐ قاموس “تاج اﻟﻌـﺮوس” تأييدا لهذا المعنى: “واﻟﺒﻐﻴـﺔ في الولد ﻧﻘــﻴﺾ الرﺷــﺪ، ﻳُقال هو اﺑــﻦ ﺑﻐﻴــﺔ” (تاج اﻟﻌــﺮوس من جواﻫﺮ اﻟقاموس ج10 ص40 تحت كلمة: ﺑﻐــﻰ)، وهذا هو نفس المعنى الذي ﻗــﺼﺪﻩ الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني، ولم ﻳﻘــﺼﺪ أبدا أن كل المسلمين الذين ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮنه قد وُلدوا من أﻣﻬـﺎت ﺑﻐﺎيا، كما يحـﺎول أعداء الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني أن ﻳـﺸﻴﻌﻮا زورا وبهتانا.
وهناك بعض اﻻﺻــﻄﻼحات التي ﺗــﺴﺘﻌﻤﻞ في اﻟﻠﻐـﺎت، ومنها على سبيل المثال اﻻﺻـﻄﻼح: “اﺑــﻦ اﻟﺴﺒﻴﻞ”، وﻳﻄﻠﻖ على المسافر، وﻻ ﻳﻔﻬﻢ أحد إذا ﻗﻴﻞ عن أحد المسافرﻳﻦ: “اﺑـﻦ اﻟـﺴﺒﻴﻞ”، بأنه من ﻧﺴﻞ اﻟﺴﺒﻴﻞ و ليس من ﻧﺴﻞ أﺑﻴﻪ. كذلك فإن اﻟﺘﻌﺒير: “اﺑﻦ اﻟﺒﻐﻲ” ﻳُﻄﻠﻖ على من يحيد عن الرﺷـﺪ وﻳﻄﻐﻰ على الحق، و ليس معناﻩ أبدا أن أﻣﻪ كانت ﺑﻐﻴﺎ. هذا من اﻟناحية اﻟﻠﻐﻮية، وإذا كان اﻟﺘﻌﺒـير: “اﺑﻦ اﻟﺴﺒﻴﻞ” قد كثر اﺳﺘﻌﻤﺎله بحيث ﻳﻔﻬﻤﻪ عامة الناس، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺒـير: “اﺑـﻦ اﻟﺒﻐـﻲ” ﻳﻨـﺪر اﺳـﺘﻌﻤﺎله حتى ﺟﻬــﻞ الناس معناﻩ اﻟﻠﻐــﻮي الحقيقي، فليس من اﻷمانة اﺳــﺘﻐﻼل ذلك ﻻتهام الإمام ميرزا غلام أحمد القادياني بأنه يرﻣﻲ الناس بأﻋﺮاﺿﻬﻢ.

إرسال التعليق